للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حاجة لذكره، "و" ندر "كسرها بعدها" أي: بعد الألف "في قراءة الأعمش والحسن" البصري "قَالَ "هِيَ عَصَايِ"" [طه: ١٨] بكسر الياء١ على أصل التقاء الساكنين، "وهو" أي: الكسر "مطرد في لغة بني يربوع في الياء المضاف إليها جمع المذكر السالم وعليه قراءة حمزة" والأعمش ويحيى بن وثاب: "وَمَا أَنْتُمْ "بِمُصْرِخِيِّ إِنِّي"" [إبراهيم: ٢٢] بكسر الياء في الوصل٢، ولذلك عقبه بـ"إني"، وهذه اللغة حكاها الفراء٣ وقطرب، فأجازها أبو عمرو بن العلاء، قاله الشاطبي، وبذلك سقط ما قاله المعري في رسالته٤: أجمع أصحاب العربية على كراهة قراءة حمزة: "وما أنتم بمصرخيِّ" بالكسر.

قال الموضح في الحواشي: والمعري له قصد في الطعن على علماء الإسلام، ولعل الذين كسروا لغتهم إسكان ياء الإضافة فالتقى معهم ساكنان، ونظيره الكسر في "شد" وفي "مع القوم" وإن كان الكسر في الياء أثقل، ا. هـ.

"وتدغم ياء المنقوص والمثنى" في حالتي الجر والنصب "و" ياء "المجموع" جمع السلامة "في ياء الإضافة" لاجتماع المثلين "كـ: قاضي" رفعًا ونصبًا وجرا، "و: رأيت ابني" بفتح النون؛ "وزيدي" بكسر الدال و"مررت بابني وزيدي".

"وتقلب واو الجمع" السالم في حالة الرفع "ياء"؛ لأن الواو والياء إذا اجتمعتا وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء تقدمت أو تأخرت "ثم تدغم" الياء المنقلبة عن الواو في ياء المتكلم لاجتماع المثلين "كقوله" وهو أبو ذؤيب يرثي بنيه الخمسة حين هلكوا جميعًا في طاعون واحد: [من الكامل]

٥٧٦-

"أودى بني وأعقبوني حسرة" ... عند الرقاد وعبرة لا تقلع

فـ"أودى": معناه هلك، "وبني" فاعله, وهو جمع "ابن" مضاف إلي ياء المتكلم، وأصله: "بَنَوْيَ" عمل فيه ما تقدم.


١ هي قراءة أبي عمرو والحسن وابن أبي إسحاق، انظر البحر المحيط ٦/ ٢٣٤، والمحتسب ٢/ ٤٨.
٢ انظر هذه القراءة في الإتحاف ص٢٧٢، والنشر ٢/ ٢٩٨.
٣ معاني القرآن ٢/ ٧٥.
٤ انظر رسالة الغفران ص٤٤٧.
٥٧٦- البيت لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب ١/ ٤٢٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٢٦٢، ولسان العرب ١/ ٦١٣، "عقب"، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٩٨، وبلا نسبة في المسالك ٣/ ١٩٧، وشرح الأشموني ٢/ ٣٣١، وشرح التسهيل ١/ ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>