للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فـ"ناطح" نصب "صخرة" اعتمادًا على الموصوف المقدر؛ أي: كوعل ناطح.

والوعل، بفتح الواو مع فتح العين المهملة أو كسرها، كـ: فرس أو كتف، وقد يقال بضم الواو وكسر العين، كـ: دئل، وهو نادر، والمراد به هنا: تيس الجبل، بجيم وموحدة مفتوحتين، ويقال له الأيل، بفتح الهمزة وتشديد الياء المثناة آخر الحروف المكسورة. ويوهنها: يزعزعها.

"ومنه" أي: من الاعتماد على الموصوف المقدر: "يا طالعًا جبلا" فـ"طالعًا" نصب "جبلا" لاعتماده على الموصوف المقدر أي: يا رجلا طالعًا، وقول ابن مالك في النظم:

٤٢٩-

............... او حرف ندا ... أو نفيًا او جا صفه أو مسندا

تصريح منه "أنه اعتمد على حرف النداء"، وذلك "سهو" لأن المعتمد عليه ما يقرب الوصف من الفعل، وحرف النداء لا يصلح لذلك "لأنه مختص بالاسم" لكونه من علاماته، فكيف يكون مقربًا من الفعل؟ " قاله ابن الناظم بمعناه١، وإلى هذين الشرطين أشار الناظم بقوله:

٤٢٨-

كفعله اسم فاعل في العمل ... إن كان عن مضيه بمعزل

٤٢٩-

وولي استفهامًا او حرف ندا ... أو نفيًا او جا صفه أو مسندا

وأشار إلى الاعتماد على المقدر بقوله:

وفي المغني٢: أن اشتراط الاعتماد وكون الوصف بمعنى الحال أو الاستقبال إنما هو للعمل في المنصوب لا لمطلق العمل بدليلين: أحدهما: أنه يصح: زيد قائم أبوه أمس، والثاني: إنهم لم يشترطوا لصحة نحو: أقائم الزيدان، كون الوصف بمعنى الحال أو الاستقبال، انتهى. وذهب الأخفش إلى أنه يعمل وإن لم يعتمد على شيء من ذلك، واستدل بنحو قوله: [من الطويل] .

٥٨٧-

خبير بنو لهب................. ... .................................

البيت ... وتقدم في باب المبتدأ أنه محمول على التقديم والتأخير.


١ شرح ابن الناظم ص٣٠١.
٢ مغني اللبيب ٢/ ٤٧٠.
٥٨٧- تقدم تخريجه برقم ١٣٨ وتمامه:
خبير بنو لهب فلا تك ملغيًا ... مقالة اللهبي إذا الطير مرت

<<  <  ج: ص:  >  >>