للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلبس في الحرب من الدروع والجواشن، والولاج: مبالغة في "والج" من الولوج: وهو الدخول، والخوالف؛ بالخاء المعجمة: جمع خالفة، وهي في الأصل عماد البيت، وأراد بها البيت نفسه. وأعقلا؛ بالعين المهملة وبالقاف: من العقل، يقال: أعقل الرجل، إذا اضطربت رجلاه من الفزع، ونصبه على الحال أو على الخيرية لـ: ليس، إن لم يمنع تعداد خبرها. والمراد أنه ثابت القدم في الحرب. وبينه وبينها مؤاخاة؛ وإذا قامت الحرب لا يلج البيت ولا يستتر فيه، بل يظهر ويحارب.

"وقال" أبو طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرثية ختنه أبي أمية بن المغيرة المخزومي: [من الطويل] .

٥٨٩-

ضروب بنصل السيف سوق سمانها ... إذا عدموا زادا فإنك عاقر

فنصب "سوق" جمع "ساق" بـ: ضروب؛ لاعتماده على ذي خبر محذوف؛ أي: هو ضروب، أو: أنت ضروب. ونصل السيف: شفرته؛ ولذلك أضافه إلى السيف، وقد يسمى السيف كله نصلا. والمراد: أنه كان يعرقب الإبل السمان للضيفان عند عدم الزاد.

"وحكى سيبويه" بمعناه: "إنه لمنحار بوائكها١"، فنصب "بوائكها" جمع "بائكة" وهي السمينة الحسناء من النوق؛ بـ: منحار؛ بالحاء المهملة، مبالغة في "ناحر" لاعتماده على مخبر عنه وهو اسم "إن". "وقال" عبيد الله بن قيس الرقيات: [من الطويل]

٥٩٠-

فتاتان أما منهما فشبيهة هلالا ... وأخرى منهما تشبه البدرا

فنصب "هلالا" بـ: شبيهة، مبالغة في "مشبهة" لاعتمادها على ذي خبر محذوف، تقديره: أما فتاة منهما فشبيهة هلالا. "وقال" زيد الخيل؛ سمي بذلك لأنه كان له


٥٨٩- البيت لأبي طالب بن عبد المطلب في خزانة الأدب ٤/ ٢٤٢، ٢٤٥، ٨/ ١٤٦، ١٤٧، ١٥٧، والدرر ٢/ ٣١٩، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٧٠، وشرح شذور الذهب ص٣٩٣، وشرح المفصل ٦/ ٧٠، والكتاب ١/ ١١١، والمقاصد النحوية ٣/ ٥٣٩، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٢٢١، وشرح الأشموني ٢/ ٣٤٢، وشرح قطر الندى ص٢٧٥، والمقتضب ٢/ ١١٤، وهمع الهوامع ٢/ ٩٧.
١ الكتاب ١/ ١١٢، وهو من شواهد شرح ابن الناظم ص٣٠٣، وشرح ابن عقيل ٢/ ١١٣.
٥٩٠- البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في ديوانه ص٣٤، وفيه: "الشمسا" مكان "البدرا" وشرح التسهيل ٣/ ٨١، وشرح الكافية الشافية ٢/ ١٠٣٧، وشرح ابن الناظم ص٣٠٤، وشرح عمدة الحافظ ص٦٨٠، والمقاصد النحوية ٣/ ٥٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>