للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٩٦-

بثوب ودينار وشاة ودرهم ... فهل أنت مرفوع بما ههنا راس

ومن شواهد النصب قوله: [من الكامل]

٥٩٧-

لو صنت طرفك لم ترع بصفاتها ... لما بدت مجلوة وجناتها

ومن شواهد الجر: [من الطويل] .

٥٩٨-

تمنى لقائي الجون مغرور نفسه ... فلما رآني ارتاع ثمت عردا

"فجواز إضافته إلى ما هو مرفوع به في المعنى" مسبوق بالنصب، "ذلك بعد تحويل الإسناد عنه إلى ضمير راجع للموصوف" باسم المفعول١، ونصب الاسم المرفوع به "على التشبيه" بالمفعول به، إذا لا يصح إضافة الوصف لمرفوعه؛ لأنه عينه في المعنى، فيلزم إضافة الشيء إلى نفسه، ولا يصح حذفه لعدم الاستغناء عنه٢، فلم يبق طريق إلى إضافته لمرفوعه٣ إلا بأن يحول الإسناد عنه إلى ضمير يعود إلى صاحب الوصف، ثم ينصب المرفوع المحول عنه الإسناد؛ لأنه بعد تحويل الإسناد عنه أشبه الفضلة لاستغناء الوصف عنه بضمير الموصوف، فينصب انتصابها، ثم يجر بالإضافة فرارًا من قبح إجراء وصف المتعدي لواحد مجرى وصف المتعدي لاثنين، وإلى ذلك يشير قول الناظم:

٤٣٩-

وقد يضاف ذا إلى اسم مرتفع ... معنى كمحمود المقاصد الورع

والأصل أنك "تقول: الورع محمودة مقاصده" بالرفع "ثم" تحول الإسناد عن المرفوع إلى الضمير المضاف إليه وهو الهاء، فيستتر في "محمود" ويعوض منه "أل" على رأي الكوفيين، فتنصبه و"تقول: الورع محمود المقاصد، بالنصب، ثم" بعد أن تنصب "المقاصد" تجرها و"تقول: الورع محمود المقاصد" بالجر، بعد ثلاثة أعمال، وقد تبين أن هذه الأوجه٤ أصلها الرفع وهو دونها في المعنى، ويتفرع عنه النصب، ويتفرع عن النصب الجر.


٥٩٦- البيت بلا نسبة في الدرر ٢/ ٣٢٨، ٣٢٩, وشرح التسهيل ٣/ ١٠٥، وهمع الهوامع ٢/ ٩٩، ١٠١.
٥٧٩- البيت لعمر بن لحاء التميمي في الدرر ٢/ ٣٣٠، وبلا نسبة في شرح التسهيل ٣/ ١٠٥، وهمع الهوامع ٢/ ١٠١.
٥٩٨- البيت بلا نسبة في الدرر ٢/ ٣٣٢، وهمع الهوامع ٢/ ١٠١.
١ في "ب": "للموصوف به اسم المفعول".
٢ في "ب": "به".
٣ في "ب": "لإضافته إلى مرفوعه".
٤ في "ب": "أن أوجه المعمول الثلاثة".

<<  <  ج: ص:  >  >>