للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينقسم الجائز إلى قبيح وضعيف وحسن، فأما القبيح فهو رفع الصفة مجردة كانت، أو مع "أل" المجرد١ منها، ومن الضمير والمضاف إلى المجرد، وذلك أربع صور، وهو: حسن وجه، وحسن وجه أب، والحسن وجه، والحسن وجه أب.

ووجه قبحها خلو الصفة من ضمير يعود على الموصوف لفظًا، وعلى قبحها فهي جائزة في الاستعمال لوجود الضمير تقديرًا.

وأما الضعيف فهو نصب الصفة المجردة٢ من "أل" المعرف بـ"أل" والمضاف إلى المعرف بها، أو إلى ضمير الموصوف، أو إلى المضاف إلى ضميره، ووجه ضعفه٣ أنه من إجراء وصف القاصر مجرى وصف المتعدي.

وجر الصفة المضاف إلى ضمير الموصوف أو إلى المضاف إلى ضميره، وذلك ست صور وهي: حسن الوجه، وحسن وجه الأب، وحسن وجهه وحسن وجه أبيه، بالنصب فيهن، وحسن وجهه وحسن وجه أبيه، بالجر فيهما.

وهو؛ أي الجر؛ عند سيبويه من الضرورات٤، وأجازه الكوفيون في السعة٥، وهو الصحيح لوروده في الحديث كقوله في وصف النبي -صلى الله عليه وسلم: "شثن أصابعه"٦، وفي حديث أم زرع: "صفر وشاحها"٧، وفي حديث الدجال: "أعور عينه اليمنى"٨. ومع جوازه ففيه ضعف، لأنه يشبه إضافة الشيء إلى نفسه.

وأما الحسن فهو رفع الصفة المجردة من "أل" المعرف بها والمضاف إلى المعرف بها، أو إلى ضمير الموصوف، أو إلى المضاف إلى ضميره، ونصب الصفة المجرد من


١ في "ب": "المجردة".
٢ في "ب": "المتجردة".
٣ أي: ضعف النسب، كما في "ب".
٤ في "ب": "وعند سيبويه أنه من الضرورة".
٥ انظر شرح التسهيل ٣/ ٩٦، والارتشاف ٣/ ٢٤٦.
٦ أخرجه البخاري في كتاب اللباس، باب الجعد، برقم ٥٥٦٨: "عن أنس: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- شثن القدمين والكفين".
٧ من حديث أم زرع، أخرجه مسلم في فضائل الصحابة برقم ٢٤٤٨، وانظره في فتح الباري ٩/ ٢٥٤، والنهاية ٣/ ٣٦، وفيه: "أي أنها ضامرة البطن، فكأن رداءها صفر: أي خال، والرداء ينتهي إلى البطن فيقع عليه".
٨ أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء برقم ٣٢٥٧، ومسلم في الإيمان، باب ذكر الدجال برقم ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>