للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل١: لأن الألوان والعيون الظاهرة جرت مجرى الخلق الثابتة التي لا تزيد ولا تنقص كـ: اليد والرجل وسائر الأعضاء في عدم التعجب منها.

وقيل: لأن بناء الوصف من٢ هذا النوع على أفعل، ولم يُبْنَ منه أفعل تفضيل لئلا يلتبس أحدهما بالآخر، ولما امتنع صوغ أفعل التفضيل منه امتنع صوغ فعلي التعجب منه لجريانهما مجرى واحدًا في أمور كثيرة، وتساويهما في الوزن والمعنى، وهذا الشرط مستفادة من قول الناظم:

٤٧٨-

وصغهما من ذي ثلاث صرفا ... قابل فضل ثم غير ذي انتفا

٤٧٩-

وغير ذي وصف يضاهي أشهلا ... وغير سالك سبيل فعلا

فهذه سبعة شروط، ويؤخذ الثامن من قوله:

٤٧٨-

............. ذي ثلاث...... ... ................................

وبقي شرط تاسع لم يذكراه، وهو أن لا يستغنى عنه بالمصوغ من غيره، نحو قال من القائلة٣، فإنهم لا يقولون: ما أقيله، استغناء بقولهم: ما أكثر قائلته. ذكره سيبويه٤.

ونحو: سكر وقعد وجلس، ضد "أقام" فإنهم لا يقولون: ما أسكره وأقعده وأجلسه، استغناء بقولهم: ما أشد سكره، وأكثر قعوده وجلوسه. وذكره ابن برهان، وزاد ابن عصفور٥: "قام وغضب ونام" وفي عد "نام" منها نظر، فقد حكى سيبويه٦: ما أنومه، وقد قالت العرب: هو أنوم من فهد٧.


١ هذا رأي الخليل كما في الكتاب ٤/ ٩٨، وانظر المقتضب ٤/ ١٨١.
٢ سقط من "ب": "الوصف من".
٣ في "ب": "المقايلة".
٤ الكتاب ٤/ ٩٩.
٥ المقرب ١/ ٧٤.
٦ الكتاب ٤/ ٩٩.
٧ المثل في مجمع الأمثال ١/ ١٥٨، ٢/ ٣٥٥، والدرر الفاخرة ٢/ ٤٠٠، وجمهرة الأمثال ٢/ ٣١٨، والمستقصى ١/ ٤٢٦، وكتاب الأمثال لابن سلام ص٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>