للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أو" إذا كان أفْعَلُ١ "صفة، كقوله" وهو أحيحة بن الجلاح: [من الرجز]

٦٢٩-

تروحي أجدر أن تقيلي ... غدًا بجنبي بارد ظليل

فـ"أجدر" صفة لمحذوف هو وعامله المعطوف على "تروحي" "أي: تروحي وائتي مكانًا أجدر من غيره، بأن تقيلي فيه" غدًا، قاله ابن مالك في شرح الكافية٢، وفيه إشارة إلى أن الخطاب لناقته، وهو من "التروح" بمعنى الرواح وقت العشي، و"أجدر" بالجيم: أي أحق، وتقيلي: من القيلولة، وهو النوم وقت الظهيرة.

وقال العيني٣: إن الخطاب للفسيل، وهي صغار النخل، من تروح النبت، إذا طال، وأنه كنى بالقيلولة عن نموها وزهوها، وادعى أن السوابق واللواحق تشهد لذلك، وجنبي: تثنية جنب، مضاف إلى "بارد" و"ظليل" وهما وصفان لموصوفين محذوفين، والأصل: بجنبي ماء بارد ظليل، وحذف العاطف.

"ويجب تقديم "من" ومجرورها عليه" أي: على أفعل، "إن كان المجرور" بـ"من" "استفهامًا"، لأن الاستفهام له صدر الكلام، "نحو: أنت ممن أفضل؟ " فالأصل: أنت أفضل ممن؟ ٤ فقدم "ممن" على عامله، وهو "أفضل" وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٥٠٢-

وإن تكن بتلو من مستفهما ... فلهما كن أبدًا مقدما

وتمثيل الموضح أحسن من تمثيل الناظم بقوله:

٥٠٣-

كمثل ممن أنت خير.... ... ...............................

لما فيها من الفصل بين العامل ومعموله بأجنبي، لأن المبتدأ أجنبي من الخبر، بمعنى أنه ليس معمولا له على الصحيح، وسيأتي أنه لا يفصل بين أفعل و"من" بالمبتدأ، لأنهما بمنزلة المضاف والمضاف إليه. ولا يلزم من تمثيل الموضح تأخير ما له صدر الكلام عن صدريته، لأن ذلك إنما يمتنع بالنسبة إلى العامل فيه فقط، لا مطلقًا.


١ في "ب": "أفعل منه".
٦٢٩- الرجز لأحيحة بن الجلاح في المقاصد النحوية ٤/ ٣٦، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٢٩١، وأمالي ابن الشجري ١/ ٣٤٣، وخزانة الأدب ٥/ ٧٥، وشرح ابن الناظم ص٣٤٣، وشرح الأشموني ٢/ ٣٨٥، وشرح التسهيل ٣/ ٧٥، وشرح الكافية الشافية ٢/ ١١٣٠.
٢ شرح الكافية الشافية ٢/ ١١٣٠.
٣ المقاصد النحوية ٤/ ٣٧.
٤ في "ب": "من".

<<  <  ج: ص:  >  >>