للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهل حذف الجار والمجرور معًا، أو حذف الجار وحده، فانتصب الضمير واتصل بالفعل ثم حذف منصوبًا؟ قولان: الأول عن سيبويه١، والثاني عن الأخفش٢. أو مجرور بـ"من" عائد على ظرف أو غيره: فالأول نحو: شهر صمت يومًا مباركًا، أي: منه، والثاني نحو: عندي بر كر بدرهم، أي: منه.

"و" الشرط "الثاني: أن تكون الجملة خبرية، أيك محتملة للصدق والكذب"، وإليه أشار الناظم بقوله:

٥١١-

............................... ... فأعطيت ما أعطيته خبرا

"فلا يجوز" النعت بالجملة الطلبية والإنشائية فلا يقال: "مررت برجل اضربه، ولا: مررت بعبد بعتكه، قاصدًا لإنشاء البيع" لا الأخبار بذلك، لأن الطلب والإنشاء لا خارجي لهما يعرفه المخاطب فيتخصص به المنعوت، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٥١٢-

وامنع هنا إيقاع ذات الطلب ... ....................................

"فإن جاء" من لسان العرب "ما ظاهره ذلك يؤول على إضمار القول"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٥١٢-

................................. ... وإن أتت فالقول أضمر تصب

لأن القول كثر إضماره في الكلام، "كقوله" وهو العجاج؛ على ما قيل؛ يذكر أن قومًا أضافوه فأطالوا عليه حتى دخل الليل، ثم جاءوا بلبن مخلوط بالماء حتى صار لونه في العشية يشبه لون الذئب: [من الرجز]

٦٣٥-

حتى إذا جن الظلام واختلط ... جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط


١ الكتاب ١/ ٣٨٦.
٢ في شرح التسهيل ٣/ ٣١٢: "فهذا عند سيبويه حذف اعتباطًا، لأن الظرف يجوز معه ما لا يجوز مع غيره، وعند الأخفش على حذف وتعدي الفعل وحذف الضمير".
٦٣٥- الرجز للعجاج في ملحق ديوانه ٢/ ٣٠٤، وخزانة الأدب ٢/ ١٠٩، والدرر ٢/ ٣٦٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٦١، وبلا نسبة في الإنصاف ١/ ١١٥، وأوضح المسالك ٣/ ٣١٠، وخزانة الأدب ٣/ ٣٠، ٥/ ٢٤، ٤٦٨، ٦/ ١٣٨، وشرح ابن الناظم ص٣٥٣، وشرح الأشموني ٢/ ٤٩٩، وشرح ابن عقيل ٢/ ١٩٩، وشرح التسهيل ٣/ ٣١١، وشرح الكافية الشافية ٣/ ١١٥٩، وشرح المفصل ٣/ ٥٢، ٥٣، ولسان العرب ٤/ ٢٤٨ "خضر". ١٠/ ٣٤٠ "مذق" والمحتسب ٢/ ١٦٥، ومغني اللبيب ١/ ٢٤٦، ٢/ ٥٨٥، وهمع الهوامع ٢/ ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>