للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"ويجب الترك" للعاطف١ "عند" اللبس و"إيهام التعدد، نحو: ضربت زيدًا ضربت زيدًا"، إذ لو قيل: ثم ضربت زيدًا، لتوهم أن الضرب تكرر منك مرتين تراخت إحداهما عن الأخرى، والغرض أنه لم يقع الضرب منك إلا مرة واحدة.

"وإن كان" المؤكد "اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا منفصلا منصوبًا فواضح" أمره أنه يتكرر بحسب الإرادة من غير شرط، "نحو" قوله -صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة نكحت نفسها بغير ولي " فنكاحها باطل باطل باطل " " ٢. كرر الاسم الظاهر ثلاث مرات. "وقوله": [من الطويل]

٦٤٨-

فإياك إياك المراء فإنه ... إلى الشر دعاء وللشر جالب

فكرر الضمير المنصوب المنفصل مرتين. والمراء، بكسر الميم والمد٣: المجادلة: منصوب على التحذير. ودعاء بتشديد العين: من أمثلة المبالغة.

"وإن كان" المؤكد "ضميرًا منفصلا مرفوعًا جاز أن يؤكد به كل ضمير متصل"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٥٣٣-

ومضمر الرفع الذي قد انفصل ... أكد به كل ضمير اتصل

"نحو: قمت أنت وأكرمتك أنت ومررت بك أنت"، فيقع ضمير الرفع توكيدًا لجميع الضمائر المتصلة، وإن اختلف الوضع.

ووجه ذلك أن الضمير المنفصل٤ أصله للمرفوع دون المنصوب والمجرور٣، لأن أول أحوال الاسم الابتداء، وعامل الابتداء ليس بلفظ، فلم يكن بد من انفصال ضميره.

وأما المنصوب والمجرور فلا بد لهما من لفظ يعمل فيهما فيتصلا به، [فإذا احتجنا إلى توكيدهما لتحقيق الفعل الثابت للشيء بعينه دون من يقوم مقامه أو يشبهه] ٥.


١ في "ب": "للعطف".
٢ أخرجه ابن ماجه في سننه ١/ ٣١٦٥، والدارمي في سننه ٢/ ١٣٧.
٦٤٨- البيت للفضل بن عبد الرحمن في إنباه الرواة ٤/ ٧٦، وخزانة الأدب ٣/ ٦٣، ومعجم الشعراء ٣١٠، وله أو للعرزمي في حماسة البحتري ص٢٥٣، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص٢٨٦، وأوضح المسالك ٣/ ٣٣٦، والخصائص ٣/ ١٠٢، ورصف المباني ١٣٧، وشرح ابن الناظم ص٤٣٢، وشرح الأشموني ٢/ ٤٠٩، وشرح المفصل ٢/ ٢٥، والكتاب ١/ ٢٧٩، وكتاب اللامات ص٧٠، واللسان ١٤/ ٤٤٠ "أيا"، ومغني اللبيب ٦٧٩، والمقاصد النحوية ٤/ ١١٣، ٣٠٨ والمقتضب ٣/ ٢١٣.
٣ سقطت من "ب".
٤ في "ب"، "ط"، "المتصل".
٥ ما بين المعكوفين سقط من "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>