للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنما يتميز عن التوكيد بمغايرة اللفظين وكون المقصود هو الثاني، وهو لا يتحقق في الجمل لا سيما التي لا محل لها من الإعراب. قال التفتازاني في شرح التلخيص.

وبدل البعض "كقوله تعالى: {أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ"، وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الشعراء: ١٣٢-١٣٤] فجملة "أمدكم" الثانية أخص من الأولى، باعتبار متعلقيها، فتكون داخلة في الأولى. لأن "ما تعلمون" يشمل الأنعام وغيرها.

وبدل الاشتمال كقوله: [من الطويل]

٦٨٩-

أقول له ارحل لا تقيمن عندنا ... وإلا فكن في السر والجهر مسلما

فـ"لا تقيمن عندنا": بدل اشتمال من "ارحل" لما بينهما من المناسبة اللزومية. وليس توكيدًا له لاختلاف لفظيهما، ولا بدل بعض لعدم دخوله في الأول، ولا بدل كل لعدم الاعتداد به، كما تقدم، ولا غلط لوقوعه في الفصيح.

وبدل الغلط كـ: قم اقعد.

والفرق بين بدل الفعل وحده والجملة أن الفعل يتبع ما قبله في إعرابه لفظًا أو تقديرًا، والجملة تتبع ما قبلها محلا إن كان له محل، وإلا فإطلاق التبعية عليها١ مجاز٢، إذ التابع كل ثان أعرب بإعراب سابقه الحاصل والمتجدد. وسكتوا عن اشتراط الضمير في بدل البعض والاشتمال في الأفعال والجمل، لتعذر عود الضمير عليها.

"وقد تبدل الجملة من المفرد" [بدل كل] ٣ "كقوله"، وهو الفرزدق: [من الطويل]

٦٩٠-

إلى الله أشكو بالمدينة حاجة ... وبالشام أخرى كيف يلتقيان


٦٨٩- البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ٥/ ٢٠٧، ٨/ ٤٦٣، وشرح ابن الناظم ص٤٠٠، وشرح الأشموني ٢/ ٤٤٠، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٩، وشرح المرادي ٣/ ٢٦٣، ومجالس ثعلب ص٩٦، ومعاهد التنصيص ١/ ٢٧٨، ومغني اللبيب ٢/ ٤٢٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠٠.
١ في "أ": "عليهما"، والتصويب من "ب"، "ط".
٢ في "ب": "مجازًا".
٣ إضافة من "ب"، "ط".
٦٩٠- البيت للفرزدق في خزانة الأدب ٥/ ٢٠٨، وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٧٧، وشرح المرادي ٣/ ٢٦٥، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠١، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٤٠٨، وشرح الأشموني ٢/ ٤٤٠، وشرح التسهيل ٣/ ٣٤٠ والمحتسب ٢/ ١٦٥، ومغني اللبيب ١/ ٢٧، ٤٢٦، والمقتضب ٢/ ٣٢٩، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>