للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"للبعيد الحقيقي"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٥٧٣- وللمنادى الناء أو كالناء يا

وأي وآ كذا أيا ثم هيا

٥٧٤- والهمز للداني..........

..............................

وذهب المبرد١ إلى أن "أيا وهيا" للبعيد، و"أي والهمزة" للقريب، و"يا" لهما، وذهب ابن برهان إلى أن "أيا وهيا" للبعيد، و"الهمزة" للقريب و"أي" للمتوسط و"يا" للجميع، وأجمعوا على جواز نداء القريب بما للبعيد توكيدًا، وعلى منع العكس. قاله الشارح٢.

"وأعمها: يا" لأنها أم الباب، "فإنها تدخل في كل نداء" خالص من الندبة والاستغاثة، أو مصحوب بهما، و"تتعين" "يا" وحدها "في نداء اسم الله تعالى" نحو: يا الله، "وتتعين" أيضًا "في باب الاستغاثة نحو: يا لله للمسلمين، وتتعين هي أو: وا" دون غيرهما "في باب الندبة"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٥٧٤-

.......... ووا لمن ندب ... أو يا......................

"و "وا" أكثر استعمالا منها في ذلك الباب"، لأنها الأصل فيه، "وإنما تدخل: يا" في باب الندبة "إذا أمن اللبس"بالمنادى، "كقوله"، هو جرير يندب عمر بن عبد العزيز: [من البسيط]

٦٩١-

حملت أمرًا عظيمًا فاططبرت له ... وقمت فيه بأمر الله يا عمرا

فثبوت ألف الندبة دليل على أنه مندوب، إذ لو كان منادى لقال: يا عمر بالضم، لأنه منادى مفرد، وهذا مفهوم من قول الناظم:

٥٧٤-

.................................... ... ... وغير وا لدى اللبس اجتنب

"ويجوز حذف الحرف" المنادى به وهو "يا" خاصة، سواء كان المنادى مفردًا أو جاريًا مجراه أو مضافًا، فالأول "نحو: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} " [يوسف: ٢٩] أي: يا يوسف. والثاني نحو: " {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ} " [الرحمن: ٣١] أي: يا أيها الثقلان. والثالث نحو: " {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ} " [الدخان: ١٨] أي: يا عباد الله، على


١ المقتضب ٤/ ٢٣٥.
٢ شرح ابن الناظم ص٤٠١.
٦٩١- البيت لجرير في ديوانه ص٧٣٦، والدرر ١/ ٣٩٣، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٩٢، وشرح عمدة الحافظ ص٢٨٩، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٢٩، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٩، وشرح ابن الناظم ص٤٢١، وشرح الاشموني ٢/ ٤٤٢، ومغني اللبيب ٢/ ٣٧٢، وهمع الهوامع ١/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>