للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحترز بقوله: "المحكي" من لغة من أعربه إعراب المتضايفين، فإنه ينصب الأول ويجر الثاني بالإضافة، ويصير من قسم المضاف.

وفي الرضي١ في باب العلم: "إذا نقلت الكلمة المبنية وجعلتها علمًا لغير ذلك اللفظ فالواجب الإعراب". ا. هـ. فعلى هذا تقول في كيف وهؤلاء وكم ومنذ أعلامًا: يا كيف ويا هؤلاء ويا كم ويا منذ، بضمة ظاهرة متجددة للنداء، وإلى هذا القسم أشار الناظم بقوله:

٥٧٧-

وابن المعرف المنادى المفردا ... .....................................

البيتين٢ ...

"و" القسم "الثاني" من أقسام المنادى؛ "ما يجب نصبه وهو ثلاثة أنواع":

أحدها: "النكرة غير المقصودة"، جامدة كانت أو مشتقة في نثر أو شعر، "كقول الواعظ: يا غافلا والموت يطلبه، وقول الأعمى: يا رجلا خذ بيدي، وقول الشاعر"، وهو عبد يغوث بن وقاص الحارثي: [من الطويل]

٦٩٦-

أيا راكبًا إما عرضت فبلغن ... نداماي من نجران أن لا تلاقيا

لأن الواعظ والأعمى والشاعر لم يقصدوا واحدًا٣ بعينه، "و" إنما كرر الشواهد ردًّا لما نقل "عن المازني أنه أحال وجود هذا القسم" مدعيًا أن نداء غير المعين لا يمكن، وأن التنوين في ذلك شاذ أو ضرورة، وعرضت: أي أتيت العروض، وهو مكة والمدينة وما حولهما، ونجران: بلد باليمن.


١ شرح الكافية للرضي ٣/ ٢٦٨.
٢ البيتان هما:
وابن المعرف المنادى المفردا ... على الذي في رفه قد عهدا
وانو انضمام ما بنوا قبل الندا ... وليجر مجرى ذي بناء جددا
٦٩٦- البيت لعبد يغوث بن وقاص في الأشباه والنظائر ٦/ ٢٤٣، وخزانة الأدب ٢/ ١٩٤، ١٩٥، ١٩٧، وشرح اختيارات المفضل ص٧٦٧، وشرح المفصل ١/ ١٢٨، والعقد الفريد ٥/ ٢٢٩، والكتاب ٢/ ٢٠٠، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠٦, وبلا نسبة في خزانة الأدب ١/ ٤١٣، ٩/ ٢٢٣، ورصف المباني ص١٣٧، وشرح الناظم ص٤٠٣، وشرح الأشموني ٢/ ٤٤٥، وشرح ابن عقيل ٢/ ٢٦٠، وشرح التسهيل ٣/ ٣٩٧، وشرح شذور الذهب ص١١١، وشرح الكافية الشافية ١/ ١٣٥، وشرح المرادي ٣/ ٢٨٠، والمقتضب ٤/ ٢٠٤.
٣ في "ط": "أحدًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>