للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وقال المبرد١: مضاف لمحذوف مماثل لما أضيف إليه الثاني"، والأصل: يا سعد الأوس سعد الأوس: فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه. وهو نظير ما ذهب إليه في نحو: قطع الله يد ورجل من قالها، وهو قليل في كلامهم، والكثير العكس، وسعد الثاني حينئذ بيان أو بدل أو توكيد، لأن المضاف إليه الأول مراد أو منادى ثان.

"وقال الفراء: الاسمان" الأول والثاني "مضافان للمذكور"، ولا حذف ولا إقحام. وهو ضعيف لما فيه من توارد عاملين على معمول واحد.

"وقال بعضهم" وهو الأعلم٢: "الاسمان مركبان تركيب خمسة عشر، ثم أضيفا" إلى الأوس كـ: خمسة عشر زيد، وفيه تكلف تركيب ثلاثة أشياء. وسعد الأوس هو سعد بن معاذ رضي الله عنه، وهو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن خثعم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك، وهو أخو الخزرج.

القسم "الرابع" من أقسام المنادى: "ما يجوز ضمه ونصبه، وهو المنادى المستحق للضم إذا اضطر الشاعر إلى تنوينه" سواء كان علمًا أو نكرة مقصودة، فالعلم "كقوله" وهو الأحوص: [من الوافر]

٧٠١-

سلام الله يا مطر عليها ... وليس عليك يا مطر السلام

بتنوين مطر الأول مع بقاء ضمه على البناء.

"و" النكرة المقصودة نحو "قوله" وهو جرير: [من الوافر]

٧٠٢-

أعبدا حل في شعبي غريبا ... ألؤما لا أبالك واغترابا

بتنوين "عبدًا" مع نصبه على الإعراب إجراء للنكرة المقصودة مجرى النكرة غير المقصودة.


١ المقتضب ٤/ ٢٢٧، وانظر شرح ابن الناظم ص٤١١.
٢ انظر قوله في خزانة الأدب ٢/ ٣٠٤.
٧٠١- البيت للأحوص في ديوانه ص١٨٩، والكتاب ٢/ ٢٠٢، والأغاني ١٥/ ٢٣٤، وخزانة الأدب ٢/ ١٥٠، ١٥٢، ٦/ ٥٠٧، والدرر ١/ ٣٧٦، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٥، ٦٠٥، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٦٦، وبلا نسبة في الأزهية ص١٦٤، والأشباه والنظائر ٣/ ٢١٣، والإنصاف ١/ ٣١١، وأوضح المسالك ٤/ ٢٨، والجنى الداني ص١٤٩، والدرر ٢/ ٢٥٧، ورصف المباني ١٧٧، ٣٥٥، وشرح ابن الناظم ص٤٠٥، وشرح الأشموني ٢/ ٤٤٨، وشرح التسهيل ٣/ ٣٩٦، وشرح شذور الذهب ص١١٣، وشرح ابن عقيل ٢/ ٢٦٢، وشرح الكافية الشافية ٣/ ١٣٠٤، ومجالس ثعلب ص٩٢، ٥٤٢، والمحتسب ٢/ ٩٣.
٧٠٢- تقدم تخريج البيت برقم ٣٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>