و"العدم""والسكون" شيء لا ينطق بداهة. على أنه -بشيء من التسمح- يمكن تفسير كلامهم بأن المقصود هو أن نطق الحرف خاليا من الحركة أخف منه متبوعا بها.
ومهما يكن من أمر فلم يأل الباحث جهدًا في تقديم ما وسعه من الأدلة لتأييد رأيه، وهو كون الفتح أخف من السكون في النطق ولسوف نعرض فيما يلي لأهم هذه الأدلة، لا لذاتها، وإنما لما اشتملت عليه من فكر تعنينا في هذا المقام. تتلخص تلك الفكر في أمرين مهمين:
الأول: ما تتضمنه من القول "بنطقية" السكون، وهو أمر مرفوض عندنا.
الثاني: تعرض الباحث لعدد من المسائل الصوتية ذات الصلة بموضوع المناقشة ووقوفه منها موقفا يدعو إلى المساءلة أو التوضيح، كما سبق أن ألمعنا بذلك وهذه الأدلة هي:
١- إن السكون أثقل من الفتح في النطق. لأننا إذا "عدنا إلى طبيعة السكون، وفحصناه حين النطق بالساكن، رأينا أن السكون يستلزم أن تضغط النَّفَس عند مخرج الحرف، محتفظا به، وفي هذا العمل كلفة تراها إذا نطقت بمثل: أبْ، أتْ، أثْ، وقسته إلى با، تا، ثا"١.
إنه هنا يرى أن السكون ثقيل في النطق، لأنه يستلزم وقف النفس أو ضغطه، كما في الأمثلة التي أوردها، على حين ألا سكون هناك نطقا، وإنما المنطوق -أو ما يراد نطقه- هو عدد من الأصوات منفردة، هي بالترتيب: ب، ت، ث. وتذوقها إنما يكون بنطقها غير متبوعة بحركة، حتى لا تختلط بهذه الحركة. وضغط النفس الذي أحس به الباحث ونسب إليه صعوبة النطق، يرجع إلى طبيعة هذه الأصوات، فالصوتان الأولان وهما "ب، ت" صوتان