للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انفجاريان، ويحدث حال النطق بهما وقوف الهواء وقوفا تاما عند مواضع النطق لفترة قصيرة، يعقبها انفجار مفاجئ فهذه الوقفة، لا السكون، هي التي جعلته يشعر بما يسميه "كلفة" في النطق. والصوت الثالث وهو "ث" صوت احتكاكي مما بين الأسنان. يضيق المجرى حال النطق به ضيقا ملحوظا بحيث يخرج الهواء ولكن بشيء من المشقة والجهد. فلعل هذه الظاهرة هي التي دفعته إلى تصور صعوبة في النطق. وإذا جاز وجود هذه الصعوبة، فإنما يرجع ذلك إلى طبيعة الصوت نفسه وهو "ث" ولا دخل للسكون في ذلك، إذ ليس "سكون" ينطق.

على أن المقارنة بين أبْ، أتْ إلخ وبين با، تا إلخ مقارنة خاطئة، إذ الأصوات الأولى أصوات مفردة هي: "b أو t" ولكنها في الأمثلة الأخرى أصوات متبوعة بحركة طويلة، تظهر في الكتابة الصوتية هكذا: "baa و taa".

٢- وبشيء من التفصيل يؤيد الكلام السابق وهو ادعاؤه خفة الفتح، في النطق وثقل السكون فيه، فيورد أمثلة منوعة للأصوات حين تنطق "ساكنة يقول في ذلك: هناك من الحروف "ما إذا أسكنته أرسلت به النفس آنا ومطلت النطق، متكلفا الاحتفاظ بمخرج الساكن، كما ترى في غواشْ واشْراك، ونواصْ واصنْع، وناسْ ومسْئول، ومتراخْ، وأخْبار. ومنها ما يكلفك أن تردد اللسان كأنك تكرر الحرف، كما ترى في راء إرْعاد وقَدَرْ. فإذا حركته حركة ما مررت به الهويني من غير ضغط ولا ترديد. ومنها ما يلزمك قطع النفس وبث النطق، مع الضغط على الحرف والتمسك بمخرجه مثل: أبْ وإبْراهيم وطبقْ وإقْبال، وقدْ وقدْر ففيها كما ترى، شدة في النطق ونصيب من الكلفة، لا تراه إذا أرسلت الحروف مفتوحة"١.


١ إحياء النحو، ص٨٢.

<<  <   >  >>