للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر الباحث هنا ثلاث مجموعات من الأصوات "أو الحروف على حد تعبيرهم" حين تنطق "ساكنة" أي: غير متلوة بحركة ليؤكد ما ذهب إليه: المجموعة الأولى هي: الشين والصاد والسين والخاء، والثانية هي: الراء وحدها. أما المجموعة الثالثة فهي: الباء والقاف والدال.

أما بالنسبة لأصوات المجموعة الأولى فهو يرى أن في نطقها "ساكنة" صعوبة ظاهرة، لأنك تتكلف الاحتفاظ بمخرجها. وبديهي أن هذه الأصوات احتكاكية، يحدث في أثناء النطق بها أن يضيق مجرى الهواء الصاعد من الرئتين إلى الحلق والفم ضيقا من شأنه أن يجعل الهواء يمر، ولكن مع إحداث احتكاك أو حفيف مسموع. ويختلف التأثير السمعي لهذا الاحتكاك باختلاف المنطقة التي يقع فيها، وباختلاف درجة ضيق المجرى أو اتساعه. ويبدو أن هذا التأثير السمعي هو الذي دفع الباحث إلى القول بأن هناك تكلفا في الاحتفاظ بالمخرج، إذ الاحتكاك يعني بداهة تسلل الهواء ونفاذه، بل تفشيه في منطقة واسعة نسبيا. وقد يوحي ذلك بانتقال المخرج، أو -على حد تعبيره- قد يؤدي ذلك إلى صعوبة في النطق بسبب محاولة الاحتفاظ بالمخرج، على أن كل ما حدث وما سمع إنما يرجع إلى طبيعة هذه الأصوات الاحتكاكية نفسها، لا إلى "السكون"، إذ ليس هناك سكون بالمعنى الذي رآه بعضهم وهو أنه شيء ينطق.

وصوت الراء، كما هو معروف، صوت مكرر وتكراري، أو هو صوت التكرار كما سماه علماء العربية، وإنما سمي كذلك لما يحدث من تكرار التقاءات طرف اللسان باللثة، وهذا التكرار أحد خواصه النطقية. فإذا كانت هناك صعوبة في نطقه فتلك الصعوبة مصدرها هذا الصوت نفسه، لا ما تصوره الباحث من وجود سكون معه ذي قيمة نطقية. أما أن صفة الصوت الراء، أو -بعبارة أدق- أما أن التأثير السمعي لهذا الصوت يختلف حين يحرك، بهذا أمر طبيعي؛ إذ المنطوق في هذه الحالة الأخيرة صوتان لا صوت

<<  <   >  >>