واحد، هما الراء والحركة التالية له، وقد تستريح أذن بعض الناس إلى نطق هذا الصوت محركا، على حين تستثقل ذلك حين يأتي غير متبوع بحركة، ومن ثم يحكم هؤلاء الناس بسهولة النطق في الحالة الأولى وصعوبته في الثانية.
وأصوات المجموعة الثالثة، وهي الباء والقاف والدال، أصوات انفجارية Plosives أو وقفات stops. يقف الهواء حال النطق بها وقوفا تاما عند مواضع النطق، ثم يخرج هذا الهواء المضغوط فجأة وبسرعة محدثا انفجارا مسموعا. فهناك إذا في بداية الأمر قطع النفس، أو "الضغط على الحرف والتمسك بمخرجه"، كما عبر الباحث، يتلوه انفجار. فهذه الكلفة في النطق التي أحسها هذا الدارس والتي نعتها بالصعوبة "إن كانت هناك صعوبة" ترجع إلى هذا القطع أو الضغط الذي هو جزء من طبيعة النطق بالصوت الانفجاري لا إلى أي شيء آخر، سمه ما شئت، أي: سواء أطلقت عليه السكون أم لا.
أما زوال هذه الكلفة أو الصعوبة عند نطق هذه الأصوات متلوة بفتحة "أو بأية حركة أخرى" فليس يفسر بأكثر من أن العملية العضوية للنطق قد اختلفت في الحالتين اختلافا كبيرا بينا، فهذه العملية كانت في إحدى الحالتين تقوم بإصدار أصوات مفردة، هي: الباء، أو القاف، أو الدال فقط، ولكنها في الحالة الثانية كانت تؤدي أصواتا مصحوبة بحركة. وبهذا يسقط الاستدلال بهذا الدليل الأخير؛ إذ المقارنة بين الحالتين غير دقيقة لاختلاف عناصر جهتي المقارنة اختلافا جذريا، كما رأيت.
ومما هو جدير بالذكر على كل حال أن الأستاذ في مناقشته هذه يشعر بأنه يدرك تمام الإدراك ما يحدث في أثناء النطق بهذه الأصوات التي ذكرها، وأنه على وعي بالفروق بين المجموعات الثلاث السابقة، سواء أكان ذلك من ناحية النطق أم من ناحية التأثير السمعي، ولكن فاته أنه ينسب هذه الخواص التي أحس بها إلى هذه الأصوات نفسها، لا إلى ما ظنه سكونا ينطق.