ذات معان نحوية مختلفة، وترجع أسباب هذا الاختلاف إلى عدة عوامل، منها موقع الكلمات في الجملة والارتباط الداخلي بين الوحدات المكونة لها، وفي النهاية يتبلور هذا الاختلاف ويظهر في صورة الإعراب، ويستدل عليه بعلامات هذا الإعراب، ومن هذه العلامات السكون.
وتقودنا هذه الحقيقة القول بأنه من الممكن أن نعد السكون "وحدة صرفية" morpheme، قامت بوظيفة إعرابية واضحة على هذا المستوى النحوي في الجملة. فإذا كانت الفتحة "في إعراب المضارع" هي مورفيم النصب والضمة مورفيم الرفع، وجب بالمثل الحكم على السكون بأنه مورفيم الجزم.
والوظيفة الثانية للسكون على المستوى النحوي تتحقق في فعل الأمر للمفرد المذكر في نحو اضرب. فالسكون هنا ذو دلالة نحوية تقارن بدلالة الألف في المثنى "اضربا" والياء في حالة المفردة المخاطبة "اضربي"، والواو في حالة الجمع "اضربوا".
وهكذا نرى السكون "بمعنى الخلو من الحركة" يتبادل المواقع في التركيب مع وحدات صرفية مقررة عند علماء العربية أنفسهم. فالألف صيغة المثنى والياء للمخاطبة المؤنثة والواو دليل الجماعة. ونستطيع كذلك أن نقرر أن السكون وحدة صرفية morpheme قامت بوظيفة الدلالة على الإفراد والتذكير في فعل الأمر.
وهناك بالإضافة إلى هاتين الوظيفتين البارزتين قيم نحوية أخرى، نستطيع أن نمثل لها في هذا المقام بمثالين اثنين:
١- السكون دليل إعرابي في حالة الوقف في صورة نحوية خاصة، وهي صور حددها علماء العربية وأسسوا قواعدها، على نحو ما هو معروف.