للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من المعروف أن كل حرف من حروف الأصول radicals وبخاصة في الأصول الثلاثية، قد يتبع بواحدة من الحركات الثلاث أو بالحركة الصفر وهي السكون. وهذه الإمكانيات يظهر أثرها في تكوين الصيغ وتحديد الأوزان وليس من الضروري أن تتحقق هذه الإمكانيات في المادة الواحدة، ولكنها إمكانيات جائزة الوقوع بالمعنى العام أو المعنى التجريدي. وقد وفق علماء العربية إلى إدراك هذه الحقيقة، فابتكروا الأوزان وجعلوها بمثابة المقاييس العامة أو القواعد التجريدية للنماذج الحقيقية.

ولاتصافها بصفة العموم والتجريد، كانت الأوزان، لا الأمثلة الفعلية هي التي تقبل هذه الإمكانيات الأربع بصورة لا تقبل الشك. فهناك في المادة الثلاثية "ف ع ل" تجد هذه الإمكانيات الأربع بالنسبة للعين مثلا: فعل بفتح العين وكسرها وضمها: ثم فعْل بسكونها.

هذا فيما لو نظرنا إلى الصيغ منعزلة، ولكنها بمجرد أن توضع في تركيب نحوي يتحدد وزنها ولا يمكن أن تقع لها إلا إمكانية واحدة. فالصيغة "فهم" في: محمد فَهِمَ الدرس مكسورة العين، ولكنها تسكن في: هذا فهْم جيد، ولا يمكن أن تقبل العين أية إمكانية أخرى في أي من هذين السياقين ومعنى هذا أن الإمكانيات الصرفية الأربع يحددها السياق النحوي للجملة: grammatically determined.

فإذا ما تركنا مستوى النظر في الصيغ والأوزان وانتقلنا إلى التراكيب النحوية ألفينا عدة وظائف مهمة للسكون، تبرز أمامنا اثنتان منها بوجه خاص.

تظهر الأولى في حالة جزم الفعل المضارع الصحيح الآخر، حيث يقوم السكون بوظيفة تقارن بوظيفتي الفتحة والضمة، فالسكون دليل الجزم والفتحة علامة النصب والضمة شاهد الرفع. وهذه كلها حالات إعرابية مقررة، ولكنها

<<  <   >  >>