للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففي الأول استعمل الحرف "على" "في مكان" "في"، وفي الثاني اللام بدلا من "إلى" واستخدم في الثالث "من" وحق الحرف أن يكون "الباء".

نحن ندرك أن كثيرا من هذه الأمثلة السابقة يمكن تخريجه في إطار أصين من أصول التقعيد في العربية، وهما "التضمين" و"التعاور بين الحروف". ولكنا مع ذلك لم نأخذ بأيهما هنا، ذلك لأن الأصل الثاني "وهو التعاور" لم يحاول واحد منهم -فيما يعلم- أن يكشف عن حدوده أو أن يبين طرائفه ومواقعه. وإنما هو أشبه بقوله طرأت على أذهان بعضهم للتخلص مما يقابلهم من مشكلات في هذا الصدد. على أنا نحس أن الأخذ به إنما هو ضرب من التحمل قد يؤدي إلى التعسف أحيانا في التقدير وإصدار الحكم. كذلك لم نحاول الأخذ بالمبدأ الأول "وهو التضمين" هنا لأسباب كثيرة، أهمها في نظرنا اختلاف رجال التقعيد في القديم في قياسيته أو سماعيته وفي حدوده الجائز الأخذ بها. هذا بالإضافة إلى أن بعضهم نص على أنه لا يلجأ إليه إلا لأغراض بلاغية، وبهذا الشرط الأخير أخذ مجمع اللغة العربية بالقاهرة١. ونحن في دراستنا هذه لا علاقة لنا بالنظر في بلاغة الكلام أو اختيار الأجود والأفضل، وإنما مهمتنا كلها لا تتجاوز النظر في مجرد الصحة والخطأ. ولسنا نظن بحال أن هؤلاء الطلاب وأمثالهم من المثقفين يقصدون في أساليبهم هذه إلى أغراض بلاغية، وإنما الذي دفعهم إلى الوقوع فيما وقعوا فيه هو الجهل المحض بقواعد التأليف في العربية.

٢- اختيار أدوات النفي:

نلحظ خلطا في استعمال الطلاب بين أدوات النفي مع الفعل. وأكثر ما جاء من ذلك اختيارهم لأداة النفي "لا" مع الفعل الماضي مطلقا.


١ مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ١/ ٣٣.

<<  <   >  >>