للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منطقة إلى أخرى محدثة نوعا من الانفصال في تحركها، فهما إذن صوتان مستقلان، أحدهما: فتحة والثاني: واو، أو ياء صامتة، أو نصف حركة.

وهذا الذي نشعر به من ناحية النطق تؤكده وظيفة هذه الأصوات في تركيب اللغة، فكل من الفتحة والواو أو الياء في هذا السياق وحدة مستقلة، وتنتمي إلى جنس معين من الأصوات، فالوحدة الأولى وهي الفتحة تقوم بوظيفة الحركات، والثانية وهي: الواو، أو الياء تؤدي دور الأصوات الصامتة. ويظهر ذلك بوضوح في سلسلة التوزيع الصرفي للكلمات التي تشتمل عليها من نحو: أحواض، وأبيات، حيث تتبع الواو والياء بحركة "هي الفتحة الطويلة في هذه الحالة"، وهذه خاصة تستحيل على الحركات أو أجزائها في اللغة العربية.

والحكم بأن الواو والياء في نحو: حوض وبيت جزءان من حركات مركبة خطأ مشهور وقع فيه المستشرقون منذ زمن طويل، وتابعهم فيه كثير من اللغويين العرب المحدثين، وبخاصة أولئك الذين يعملون في حقل الدراسات السامية، وليست لهم الخبرة الكافية بالدراسات الصوتية الحديثة.

أما الشق الثاني مما نلاحظه على "رايت" في هذا السياق فهو ما يفهم من كلامه من أن الواو والياء في مثل حوض وبيت إنما أشير إليهما في تلك المرحلة الثانية التي جرت فيها كذلك كتابة الواو والياء الممدودتين في نحو: أدعو وأرمي. وهذا الفهم -على حد علمنا- يخالف المشهور والمعروف في الآثار العلمية التي عرضت لموضوع الخط العربي والسامي بوجه عام.

فهناك تشير الدلائل إلى أن الواو والياء في "حوض وبيت" ونحوهما كانتا تصوران في الكتابة السامية في المرحلة الأولى التي كانت العناية فيها موجهة إلى الأصوات الصامتة، والتي تمت فيها كتابة جميع هذه الأصوات ومن بينها الواو والياء، الصامتتان في مثل: ولَد، يَلد. ثُم بعد فترة من الزمن

<<  <   >  >>