"والصوائت مجهورة بطبيعة الحال" الصوت الإضافي الضروري للنطق الكامل للانفجاري. فالذي يحدث في هذه الحال أن الصائت يبدأ في نفس اللحظة التي يحدث فيها انفجار الصوت الصامت.
كما أنه من الممكن أن ننطق انفجاريا مهموسا متلوا بصامت مجهور بحيث يبدأ جهر المجهور في نفس اللحظة التي يحدث فيها انفجار المهموس -كما في "Pl"- وهكذا ينطق الانفجاري المهموس النطق الكامل دون أن يتبع بصوت مهموس إضافي ضروري.
والانفجارية المهموسة التي تنطق بهذه الكيفية، أي التي يتبعها صوت مجهور، صائت كما في المثال الأول، أو صامت كما في المثال الثاني، يبدأ جهره ساعة الانفجار، تسمى "انفجارية مهموسة غير نفسية".
٥- حروف "القلقلة":
وضع نحاة العرب الأصوات العربية الانفجارية المجهورة في طبقة واحدة سموها "حروف القلقلة". وهذه الأصوات جمعوها في عبارة "قطب جد" "يلاحظ أن القاف التي وصفها النحاة كانت مجهورة وليست مهموسة كما تنطق في الفصحى هذه الأيام. وكذلك شأن الطاء، هي مهموسة في أيامنا، ولكنها كانت مجهورة، أي أن نطقها القديم كان أشبه بنطقنا للضاد. أما الجيم وهي ليست انفجارية في فصحانا، فقد وصفت إذ ذاك بأنها انفجارية".
وقد أدرك النحاة أن الخاصية الصوتية التي تشترك فيها هذه المجموعة من الأصوات راجعة لكونها "شديدة" "= انفجارية" و"مجهورة". هذه الخاصية هي هذا "الصوت" الذي يتبع هذه الصوامت عندما تكون "ساكنة" والذي لا يحدث عندما يتبعها صوت صائت قصير "= حركة" أو صوت صائت طويل "= حرف مد ولين". والواقع أنه في هذه الحالة الأخيرة يكون الصائت نفسه الصوت المستقل الضروري الذي يجب أن يتبع الانفجاري عندما تزال العقبة الحابسة للهواء، لما كان جهر الصائت التالي للانفجاري يبدأ لحظة الانفجار.