للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قرر نحاة العرب كذلك١ أن نطق هذ الأصوات نطقا واضحا حالة الوقف يستدعي جهدا أكبر؛ لأنها لما كانت "شديدة" "= انفجارية" فإن الهواء "المجرى الهوائي" محبوس حبسا تاما، ولما كانت "مجهورة" فإن "النفس" ممنوع من أن يجري معها. ونتيجة لهذا الجهد فإنه يتبعها "صوت" أو "صويت" أو "نبرة" ومن ثم تنتقل هذه الأصوات من الوقف "السكون" إلى "شبه الحركة". وقد لاحظ النحاة أن هذا الصوت الإضافي يختلف درجة باختلاف المتكلمين، وقد حكى أن بعض العرب كانوا يخرجونه أشد عنفا من غيرهم.

أما الصوت الإضافي في حالة ماسماه نحاة العرب "حروف القلقلة" فالرأي أنه غير مهموس، أي ليس نفسا، وهذا بناء على الحقائق الآتية:

١- أن النحاة يفرقون بين هذا الصوت الإضافي وبين "النفس" أو "النفخ".

٢- أنهم يقررون أنه بسبب هذا الصويت الإضافي تنتقل هذا الأصوات الانفجارية من "السكون" إلى "شبه الحركة". وهم يعنون بهذا أنه تصبح شبيهة شيئا ما "بالحروف المتحركة". ومعروف أن ما يعرف في الاصطلاح العربي "بالحرف المتحرك" هو صوت صامت يتلوه صوت صائت قصير.

من هذا نرى أن الصوت الإضافي في حالة "حروف القلقلة" يشبه "بالحركة" أي بالصائت القصيرن ومن البديهيات أن الصوائت مجهورة.

والأرجح أن هذا الصوت الإضافي "صوت صائت مركزي ضعيف".


١ انظر مثلا ابن يعيش: شرح المفصل جـ٢ ص١٤٤٦، تحقيق "بأن" Jahn، ليبزج ١٨٨٢".
٢ Weak Central Vowel

<<  <   >  >>