"الكلمة" أو "الجملة"، ولقد يفترقون في طريق أخذهم لدراسة اللغة في جوانب معينة، ولقد يتباينون في غير ذلك، ولكنهم يتفقون جميعا في أن دراساتهم الجديدة "علمية". إن ما بينهم من اختلاف وافتراق وتباين هو ما ينشأ بين أصحاب أي دراسة لا نتردد في إضفاء صفة العلم عليها.
٤- هذه الدراسة الجديدة للغة وهي التي يصدق عليها لفظ "العلم" لمَّا تبلغ غايتها، نعم قد يصدق هذا القول على أي علم من العلوم، فالمحاولات الدائبة المطردة المستبصرة في أي علم من العلوم تغير منه وتضيف إليه. فلقد يؤدي اختراع جديد، أو كشف طارئ، إلى فتح آفاق جديدة وإضافة حقائق لم تكن لتخطر في بال. ولكن المقصود من هذا القول إذ يطلق على الدراسة الحديثة للغة أن هذا العلم الجديد لما يتخذ شكله النهائي كما يريد له أصحابه، وكما تقضي طبيعة موضوعه، فلا يزال في أفقه كثير من المسائل الأساسية التي اقترح بعض علمائه بحثها، ورسم طرائق بحثها، ولكنها تنتظر زمنًا وجهدًا لتجليتها للوصول فيها إلى كلمة العلم.
كما أن المراد بهذا القول أن السنوات القليلة القادمة ستغير طائفة من مسائل هذا العلم ووجوهه.
إن "علم اللغة" علم قد تكون، ولكنه لا يزال يتطور التطور اللازم لنضجه. وإن الجهود القريبة القادمة سترسي قواعد الكثير من أسسه ووسائله ونتائجه. وهذا يحتم على الباحثين في هذا الميدان الاتصال أولا فأولا بما يجد فيه. وما بنا من شك في أن هذا الاتصال واجب في كل ميدان دراسي، ولكن وجوبه في حالة الدراسة اللغوية بخاصة، وبالنسبة إلينا نحن أصحاب العربية، أجدر وألزم.
٥- هذه الدراسة الجديدة للغة لم تذع في مواطنها، في أوروبا وأمريكا وروسيا، الذيوع الذي تستأهله على وفرة التآليف والتصانيف فيها، وعلى كثرة المجلات العلمية المفردة لها، وعلى تعدد الجمعيات والحلقات والمؤتمرات التي تناقش مسائلها.
لا بل إن اسم ذلك العلم نفسه ليبدو غريبا على الأسماع والأفهام وإنه ليثير كثيرا من التصورات عن موضوعه أغلبها مجانب للصواب، مقارب للوهم. فـ:La Linguistique "علم اللغة" أو La Linguistique Generale "علم اللغة العام"،