للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن ثمة "تقابل" في العربية بين التاء و"الدال" مثلا؛ لأننا نقول: "تاء" ثم نحل محل التاء دالا، ولا ندخل أي تغيير آخر على الكلمة، فنقول: "داء"، وهي من كلمات العربية، فالتاء "فونيم" والدال "فونيم". وثمة تقابل في العربية بين "الفتحة" و"الضمة" فكلمة" "كَرَم" اسم في العربية ولكن "كَرُم" فعل، فالفتحة في العربية "فونيم" والضمة "فونيم"، كما أن الكسرة "فونيم" لأننا نقول: "سفر" بمعنى جماعة المسافرين و"سفر" بمعنى الكتاب.

٤- إن أزواج الأصوات التي يحدث بينها "تقابل" تختلف في لغة عنها في أخرى عددا ونوعا، ومن هذا أن السين ومجهوره "الزاي" زوج بينه تقابل في العربية، فنحن نقول: "سار" و"زار"، وهذا التقابل نفسه قائم في الفرنسية، فهذه اللغة تميز بين Baisser "بمعنى "أن ينزل" أو "أن يخفض" أو "أن يهدئ" وبين Baiser "بمعنى "أن يقبل" وهذا التمييز لا يقوم إلا على أساس التقابل بين السين والزاي ليس غير.

ولكن اللغة الإسبانية، مع أنها تعرف صوت "السين" وتعرف صوت "الزاي"، لا تعرف هذا التقابل الذي يتخذ للتفريق بين المعاني؛ وذلك لأن "السين" و"الزاي" في الإسبانية "فر - ان" من فونيم واحد وليسا "وفنيمين" فالفونيم S ينطق مجهورا، أي ينطق زايا، بطريقة آلية لأنها وقعت قبل صامت مجهور هو الميم، والفونوم S نفسه ينطق مهموسا، أي ينطق في سائر الحالات كما في mesa casa وهكذا فاللغة الإسبانية تعرف الفرق من الناحية الصوتية، الخالصة بين السين والزاي، كما تعرفه العربية والفرنسية مثلا، ولكنها لا تستعمل هذا الفرق من الناحية "الفونولوجية" إنها لا تستعمل هذا الفرق في "نظامها الوظيفي"١، لما كانت لا تعرف "التقابل" بين السين والزاي٢.

٥- وقد يميز معنى كلمة من كلمة أخرى بغير الوسيلة السابقة: فقد تشترك كلمتان في "الفونيمات" المكونة لكلتيهما، ولكن إحداهما تنطق بلحن "أو تنغيم"


١ Functional System.
٢ Bertil Malmberg La phonetique pp ١١٣- ١١٤.

<<  <   >  >>