للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معين، وتنطق الثانية بلحن آخر، ولكل منهما معناها. وهذا كثير في اللغة الصينية وفي بعض لغات وسط إفريقيا.

٦- وفي بعض اللغات تتخذ مدة استمرار الصوت، أي "كميته"١، وسيلة مميزة بين المعاني فاللغة "الإستونية"٢ مثلا تستعمل ثلاث درجات من طول الصوائت استعمالا وظيفيا: فالصائت الواحد يأتي "قصيرا"، و"طويلا"، و"بالغ الطول"، فالصائت الأول في كلمة Sada قصير "ومعناها "مائة"، ولكنه طويل في Saada "وهي فعل أمر بمعنى "أرسل"، وهو بالغ الطول في saada "وهي مصدر بمعنى الحصول على أو السماح"٣.

ومن علماء الأصوات اللغوية من يطلق كلمة "تونيم"٤ "من tone بمعنى "نغمة" على التنغيم عندما يتخذ وسيلة للتمييز بين المعاني. وكلمة "كرونيم"٥ على مدة استمرار الصوت عندما تكون وسيلة مميزة. وأكثر علماء أمريكا يدخلون هاتين الوسيلتين مع "الفونيمات" فيسمون الوسيلة الأولى "فونيم نغمة" "= فونيم نغمي"، والوسيلة الثانية "فونيم مدة" "= فونيم كمي".

٧- يتضح مما تقدم أن "التحليل الوظيفي" للأصوات والكلمات مكمل بالضرورة للتحليل الفيزيائي والفسيولوجي للأصوات "والنطوق" عامة، وليس هذا بمغن عن ذاك.

هذا التحليل الوظيفي "أي تحديد المميزات الصوتية في لغة من اللغات، هذه المميزات "الفارقة"، ووضع النظام "الفونيمي" للغة، ونظام الخصائص التي تعرض للفونيمات" تسميه الآن الغالبية من علماء اللغة وعلماء الأصوات اللغوية "الفونولوجيا". و"الفونولوجيا" بهذا المعنى وضع أسسها منذ ما يزيد على ثلاثين سنة جماعة من كبار اللغويين هم المعروفون بـ"مدرسة براغ" أو "جماعة براغ"


١ Quantity.
٢ Estonian.
٣ Bertil Malmberg La Phonetique, p. ٩٠.
٤ Toneme.
٥ Chroneme.

<<  <   >  >>