للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد نجح علم اللغة الحديث في التغلب على هذا الاتجاه العقلي، وفي خلق تحليلات موضوعية للغة. وإن اللغويين ليجابهون صعوبات بالغة في القيام بهذه التحليلات، ولكن أصول المنهج الحديث أصبحت راسخة.

إن اللغوي يبدأ تحليله بالوصول إلى "فونيمات" اللغة التي يدرسها، ثم يبحث بعد ذلك عن طرق يقسم بها الكلام المنطوق إلى وحدات "شكلية". وإن كل وحدة شكلية تتكون من مجموعة من الفونيمات، وسيجد مجموعات كبيرة من الفونيمات كثيرة الورود في المادة التي يحللها، ولكنه لا يستطيع الجزم بأن كل هذه المجموعات تكون وحدات حقيقية في اللغة، فربما كان بعض هذه المجموعات يتألف من نهاية وحدة وبدء الوحدة التالية. ولكن من حسن الحظ أن في كل لغة بعض الخصائص "= السمات" "التكوينية"١ من شأنها أن تهدي للوصول إلى الحدود بين الوحدات. فالوحدات في الإنجليزية مثلا تحدها خصائص من "الارتكاز"، و"درجة" جهر الصوت، وخصائص أخرى متعلقة بالسياقات الصوتية. ويستطيع اللغوي بالاهتداء بهذه الخصائص التكوينية وبغيرها من الظواهر أن يحدد ما يسمى "المورفيمات" الخاصة باللغة. وهذا تعريف بلوخ وتراجر٢ للمورفيم: "وهما من كبار لغويي المدرسة الأمريكية، وتعريفهما للمورفيم يخالف ما أوردناه من تعريف فندريس".

"أي شكل، سواء أكان حرا أم مقيدا، لا يمكن تقسيمه إلى أجزاء أصغر "أي إلى أشكال أصغر" هو مورفيم. وهكذا فالكلمات Person Play man فكلمات كل منها مكون من مورفيم واحد، manly personal played كلمات مركبة لما كان كل منها يحتوي على مورفيم مقيد "al, ed, ly".

وبعد تحديد مورفيمات اللغة يأخذ اللغوي في دراسة الطرق التي تأتلف بها المورفيمات في كلمات، والطرق التي تتغير بها المورفيمات في التركيبات النحوية


١ Constructive Features.
٢ Bloch And Trager
Outline of Linguistic Analysis Blatimore Linguistic society of America ١٩٤٢ p ٥٢.

<<  <   >  >>