للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الانحرافات الشخصية، القومية، والعالمية إلى "ردود أفعال عصبية، دلالية"١ تستلزم إعادة التربية.

ويقول كورتسبسكي: "إن أكثر شقائنا في حياتنا لا ينشأ في الميدان الذي تنطبق عليه كلمة "صادق" أو "كاذب"، بل في الميدان الذي لا تنطبق عليه "إحدى" هاتين الكلمتين، أي في المجال الكبير، مجال الوظيفة النسبية والخلو من المعنى، حيث ينعدم الاتفاق لا محالة".

ويصف كورتسبسكي رموزا مثل "النفوذ" بأنها تجريدات بالغة القوة تحكم حيواتنا عن طريق الذين يسيئون استعمالها، أي الذين يبرعون في استعمالها استعمالات مضللة.

ويرى كورتسبسكي آخر الأمر، كما رأى ثورمان أرنولد، أن حل مشكلاتنا يتلخص في أن نعثر على من يستعمل رموزنا استعمالا صحيحا. ولكنه لا يقترح أي إجابة على ذلك التساؤل الأساسي الهام وهو: كيف نختار هؤلاء، وكيف سيتصروفون في رموز هامة مثل "النقود".

٥- ستيوارت تشيز: "طغوى الألفاظ" ٢

ائتلف حول كورتسبسكي مريدون أشهرهم ستيوارت تشيز، وهاياكاوا، وقد أخذ هذان على عاتقيهما نشر "عقيدة" كورتسبسكي وتوضيحها بالأمثلة. وربما فاقت حماسة "تشيز" لـ"التمرينات الدلالية"٣ باعتبارها الدواء العالمي الشافي من كل الأمراض حماسة صاحبها كورتسبسكي، وقد أتى تشيز بأمثلة بارعة مقنعة تبين مدى حاجتنا إلى توضيح "الموضوعات" أو "الأشياء"، و"الأسماء" في مجالات مختلفة كالقانون، والاقتصاد، والحكم، والإدارة، والاجتماع، ولكن تشيز يسرف إسراف كورتسبسكي في وعوده إذ يرى أننا حالما نصل إلى تعريفات واضحة للموضوعات والكلمات، وحالما ننحي الكلمات التي لا معنى لها فإننا نصل إلى حل مشكلاتنا الاجتماعية. ومعنى ذلك أن هذه المدرسة ترى أن الدراسة الدلالية -وهي دراسة لغوية في أصلها- ستحل المشكلات الاجتماعية غير اللغوية، كالفقر، والجهل، والحرب ... إلخ!!


١ Neuro - Semantic Reactions.
٢ Stewart Chase The Tyranny of Words.
٣ Semantic Exercises.

<<  <   >  >>