للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن من مريدي "عقيدة" كورتسبسكي من هو أقل إسرافا في بشارته تلك مثل س. أ. هاياكوا، وإرفنج ج. لي.

٦- س. أ. هايكاوا ١:

٧- إرفنج ج. لي ٢:

أكثر هذان الكاتبان من تقديم النصوص الموضحة المفيدة التي يشرحان بها مبادئ ما يسمى "الدلالة العصبية"٣.

والحق أن كتاب مدرسة كورتسبسكي قد أسهموا شيئا ما فيما يتعلق بوسائل "التعريف". وذلك بكشفهم الحجاب عن بعض الجوانب النفسية الدالة التي كانت قبل متجاهلة.

ولكن لا شك أن قراءهم تعتريهم خيبة الأمل أو يصيبهم اليأس عندما يدركون آخر الأمر أن "التحليل الدلالي" لن يحل لهم مشكلاتهم الاجتماعية على أي وجه من الوجوه.

ولا شك أنه على اللغوي أن يطرح جانبا مزاعم مدرسة كورتسبسكي التي تعتبر التحليل الدلالي حلا لكل المشكلات، وأن عليه أن يسلم بالأهمية القصوى لدراسة المعنى، وأن ينظر إليها في إطارها الطبيعي فرعا من فروع علم اللغة قد يختلف اللغويون في رسم مناهجه وفي بعض أصوله وتفصيلاته كما يختلفون في سواه.

نعم أن الخلط المقصود، وإساءة استعمال الكلمات، والتفنن في تضمينها هذا الإيحاء المخاتل أو ذاك، مسائل تمارسها مجتمعاتنا المتحضرة على نطاق واسع وخاصة في مجالات الدعاية السياسية، والصحافة، والسينما، والتلفزيون. ولكن "معنى" هذا أن "الكلمات" بطبيعتها تحتمل كل هذه الاستعمالات. إن هذا من شأنه أن يوجهنا إلى النظر في طبيعة الاستعمال اللغوي. أما حل المشكلات الناجمة عن سوء استعمال الكلمات خداعا وتضليلا، فليس في طاقة اللغوي ولا هو من ميدانه. ولكن من الواجب الأدبي أن يقدم عالم اللغة العون لرجال الصحافة والاقتصاد والاجتماع وعلماء النفس وسواهم ممن يشغل نفسه بالبحث في حل أمثال هذه المشكلات الاجتماعية والأخلاقية.


١ S. l. Hayakawa.
٢ Jrving J. Lee.
٣ Neuro - Semantics.

<<  <   >  >>