للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبالاستعانة بالفسيولوجية والفيزياء نستطيع أن ندرك كيف تمت عملية "الكلام" من الناحية الصوتية "وقد فصلنا ذلك في الأصوات اللغوية".

١- لقد قام جهاز نطق "جيل" بحركات عضلية معينة لإصدار هذه الأصوات. والحركات العضلية التي يقوم بها المتكلم تعد "رد فعل" لدافع "مثير" -وهي في قصتنا هذه رؤية جيل للتفاحة وهي جائعة- ورد الفعل في حالتنا هذه ليس رد فعلي "عملي" كأن تحاول جيل من أن تثب من على السور وتحضر التفاحة لنفسها إنه "رد فعل بدلي لغوي"١، أي أن "الكلام" حل محل العمل الذي كان من المحتمل أن يصدر عنها. ٢- ثم إن "الموجات الصوتية" الخارجة من فم "جيل" قد جعلت الهواء المحيط يضطرب على شكل موجات مماثلة. ٣- وأخيرا طرقت هذه الموجات الصوتية طبلتي أذني جالك، وذبذبتهما، وأثرت هذه الذبذبات على أعصابه. "لقد سمع" جاك "الكلام". ولقد أحدث هذا السماع لدى جاك دافعا أو "مثيرا" فسلك السلوك الذي ذكرناه، كما لو كان جوع جيل ورؤيتها التفاحة قد أثرا فيه ودفعاه إلى السلوك العملي الذي سلكه: إن جاك من حيث هو شخص متكلم "أي ذو قدوة على الكلام وعلى فهم الكلام" ظهر رد الفعل عنده على نوعين مختلفين من المثيرات: أحدهما "المثيرات العملية" "كالجوع ورؤية الطعام" والثاني "المثيرات الكلامية" أو "البدلية" وهي ذبذبات معينة في طبلتي أذنه.

ونحن، طلبة اللغة، يعنينا، على وجه الخصوص، "الحدث الكلامي" الذي يبدو هين الشأن في ذاته، ولكنه وسيلة لغايات كبيرة. ونحن نميز اللغة، وهي موضوع دراستنا، من الأحداث "الواقعية" أو العملية"، هذه الأحداث التي ندعوها "المثيرات"٢ "وردود الأفعال"٣. وإن الكلام، الذي هو هين الشأن، وغير هام في ذاته. ليعد ذا أهمية لأن له "معنى": والمعنى يتكون من الأشياء الهامة التي يتعلق به الكلام أي من الأحداث العملية "التي تكون القسمين الأول والثالث من قصة جاك وجيل والتفاحة". انتهى عرض مثال بلومفيلد.


١ Linguistic Substitute Reaction.
٢ Stimule.
٣ Reactions.

<<  <   >  >>