للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأحداث رقم ١ تتعلق بـ"جيل" بصفة خاصة: لقد كانت جائعة، أي أن بعض عضلاتها كانت متقلصة و ... إلخ، وربما كانت عطشى: فكان لسانها وحلقها جافين. أثرت في عينيها الموجات الضوئية المنعكسة من التفاحة الحمراء. ولقد رأت جاك إلى جوارها، وإن علاقاتها السابقة بجاك تصبح الآن ذات أثر، فلنفترض أنهما أخ وأخت، أو زوج وزوجة. كل هذه الأحداث التي تسبق كلام "جيل" وتخصها، ندعوها "مثيرا"١ "أو "منبها" للمتكلم".

أما الأحداث العملية التي تلي كلام "جيل" "وهي رقم ٣". فتتعلق بوجه خاص، بالسامع "جاك" وتتكون من إحضاره التفاحة وإعطائها لجيل.

هذه الأحداث ندعوها "استجابة"٢ السامع. والأحداث التي تلي الكلام تهم "جيل" كذلك، إنها تأخذ التفاحة في قبضة يدها وتأكلها.

لا يتصرف كل "جاك" وكل "جيل" بهذ الأسلوب، فلو كانت جيل تعرف من تجاربها السابقة مع جاك أنه لن يستجيب لطلبها فربما آثرت الجوع على أن تطلب إليه قطف التفاحة. وهكذا. لقد قامت جيل في هذه القصة بحركات قليلة في حلقها وفمها أنتجت ضجة قليلة هي "الكلام"، فأخذ جاك يقوم بردود الأفعال٣ ولقد أدى أعمالا كانت فوق طاقة جيل، وهكذا حصلت جيل آخر الأمر على التفاحة. "إن اللغة تمكن شخصا من أن يحدث رد فعل٣ عندما يتوافر لدى شخص آخر "المثير".

وهكذا يرى بلومفيلد أن "تقسيم العمل" "بل تنظيم المجتمع الإنساني كله" إنما تم عن طريق اللغة٤.

والآن ننظر في القسم الثاني من أقسام هذه القصة وهو "الكلام"، وهذا هو الذي يعنينا نحن دارسي اللغة بصفة خاصة، فنحن لا نهتم بالقسمين الأول والثاني إلا لما لهما من علاقة بالكلام.


١ Stimulus.
٢ Response.
٣ Rection.
٤ Bloomfield p. ٢٤.

<<  <   >  >>