للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المختلفة. وكان لنظرية دارون للعلم الطبيعي أثرهما في دراسة التغيرات اللغوية على وجه الخصوص.

إن نظرية دارون في التطور قد أثرت في مناهج كثير من العلوم، أو أثرت في مناهج العلوم الفلسفة جميعا، وكانت عند ظهورها بدعة العصر.

تأثر بها علماء اللغة كما تأثر بها سواهم. ورأوا فيها -كما رأى غيرهم- حلا لكثير من المشكلات فظهرت حوالي سنة ١٨٧٠ مناهج جديدة للبحث في اللغة على أساس فلسفة جديدة، أو تصورات عامة جديدة، هي أن طبيعة "التغيرات اللغوية" نفس طبيعة التغيرات التي تحدث في العالم الطبيعي، ولا سيما عالم الحيوان والنبات، وهكذا قال بعض علماء اللغة: إن ما يعرض للغات من تغير إنما هو بفعل "قوانين عمياء".

فقد نظر اللغويون إلى اللغات واللهجات على أنها كائنات يمكن تصنيفها حسب أنواعها، ويتأتى حصر أعدادها، وتتطور تطور النباتات والحيوانات. وأنشأ اللغويون "علاقات النسب"١ بين اللغات واللهجات كما هو الحال في التاريخ الطبيعي.

٤- كان للغويين الألمان أكبر الفصل في النهوض بهذه الدراسات الخاصة بالتاريخ اللغوي، والمقارنة اللغوية، والتغير اللغوي.

١- ومن أعلامهم فرانز بوب٢ "١٧٩١-١٨٦٨" الذي يصفه دلبروك٣ "١٨٤٢-١٩٢٢" بأنه "خالق" علم الأصوات اللغوية في الألمانية، ولكن الحق أن بوب كان أول "فونولوجي - صوتي"٤، وهذا يعني بلغة ذلك العصر، أول من درس الفونولوجيا التاريخية، وما أكبر الفرق بين الأمرين.

وقد نشر فوانز بوب سنة ١٨١٦ مؤلفه:

Systim der Konjugation des Sanskrit

"= نظام التصريف في اللغة السنسكريتية".


١ Genealogy.
٢ Granz Bopp.
٣ Berthold Delbruck.
٤ Sound - Ponologist.

<<  <   >  >>