للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:


= أما الدكتور علي عبد الواحد وافي في كتابه "علم اللغة" "الطبعة الثانية، مزيدة ومنقحة، نشر مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة، مطبعة الاعتماد بمصر سنة ١٩٤٤".
فقد ترجم Consonans بـ"الحروف الساكتة" أو "الساكنة" أو "الأصوات الساكنة" "ولو أنه لم يلتزم هذه الترجمة في ثنايا الكتاب، فترجم هذا المصطلح في مواضع أخر بـ"الحروف غير المتحركة" وبـ"الأصوات" ليس غير، مما سنشير إليه في الهامش التالي، وترجم Voyelles "وأكثر استعمالاته لهذا المصطلح ولسابقه بصياغة الجمع" بـ"حروف المد" و"أصوات المد" و"أصوات لينة" و"أصوات لين" "حروف اللين" و"الأصوات المدية".
نرجئ الحديث عن مدى صلاحية "الساكنة" أو "غير المتحركة" ترجمة لـ Consonnes إلى ما يلي من تعليقنا على استعمال مترجمي كتاب "اللغة" لفندريس لنفس المصطلح بـ"سواكن" "جمع ساكن". ونجتزئ هنا بالإشارة إلى أن مؤلف "علم اللغة" كان يجد نفسه مضطرا في معظم الأحوال إلى تحديد مراده بـ"الحروف الساكنة" بأن يعقب ذلك بقوله بين قوسين "ونعني بها ما عدا أصوات المد" أو "ما يقابل أصوات اللين" وهكذا.
ومن أمثلة ذلك قوله في ص١٢٨: "تتألف أصول الكلمات في اللغات السامية في الغالب من ثلاثة أصوات ساكنة "أحرف ساكنة "٣" مختلفة". وعلق في هامش الصحفة نفسها على قوله: "أحرف ساكنة" بقوله: "الحرف هو ما يرمز إلى الصوت في الكتابة". فاستعمال كلمة أصوات في هذا المقال أدق من استعمال كلمة حروف، ونريد بالساكنة ما يقابل اللينة. "ولكن المؤلف لم يلتزم هذا التمييز بين "حرف" و"صوت".
وقوله "في ص٢١١: "١- التفاعل بين الأصوات الساكنة "ونعني بها ما يقابل أصوات اللين". وعبارته في ص٢١٣: " ... فيتحول إلى صوت ساكن "ونعني بها ما يقابل أصوات اللين". وقوله في ص٢١٤: "وأكثر ما يكون ذلك في الأصوات الواقعة في أواخر الكلمات سواء أكانت الأصوات لين أم أصواتا ساكنة "ونعني بالساكنة ما عدا أصوات اللين". ولكن المؤلف لا يلتزم إيراد هذا التفسير في جميع الحالات. ومن ذلك قوله في ص١٣٠: " ... بل تختلط فيه الأصوات الساكنة باللينة".
أما الأستاذان عبد الحميد الدواخلي، والدكتور محمد القصاص فقد ترجما Consonne و Consonan toyelle بـ"ساكان" "ج. سواكن" و"حركة" "ج. حركات"، وذلك في عملهما الجليل الشاق المشكور، الذي خدما به الدراسات اللغوية العربية أيما خدمة، والذي لم ينتفع بها دارسو اللغة عندنا حق الانتفاع، وهو ترجمة كتاب Le Langage "اللغة" للعالم الفرنسي الكبير J Vendryes ج. فندريس "مطبعة لجنة البيان العربي سنة ١٩٥٠ القاهرة. نشر مكتبة الأنجلو المصرية".
وقد التزما هذه الترجمة فيما يبدو في ثنايا الكتاب كله. ومعنى هذا أنهما أعطيا "الساكن" مفهوما جديدا غير المفهوم العربي، "فالساكن" في النحو العربي كما ذكرنا يطلق على مثل نون "من" ويطلق في الوقت نفسه على مثل ألف "ما" أي أن الساكن في النحو العربي يقابل Consonne أحيانا، ويقابل قسما من الـ Voyelle "هو ما يسمى في النحو العربي "الحركة الطويلة أو "حرف المد واللين".
وهذا الاستعمال يخلق نفس الصعوبات التي يخلقها "الحرف" بالمعنى الجديد، عند مناقشة التصورات العربية القديمة فنضطر إلى استعمال "الساكن" بهذا المعنى أو بذاك من معنييه التقليديين، وإلى استعماله بالمعنى الجديد في سياق واحد، وقد يقع في السياق كلمة "متحرك" و"حركة" و"المتحرك" بالمعنى التقليدي، هو بعبارة الأستاذين الدواخلي والقصاص "ساكن" وليته "حركة". =

<<  <   >  >>