للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلم النفس١. ولكن هذه العلوم لا تنفي صفة الموضوعية أو العلمية عن الدراسة اللغوية، وليست فرضا لميادين أخرى عليها، وإنما هي تنبع من كون اللغة معقدة. غير أنه يستبعد من الدراسة العلمية للغة ما يسميه بالفلسفة اللغوية التي تقوم على أسس منطقية وعقلية، ومع ذلك فهو لا يستبعد النظرة الفلسفية، ويقصد بها مجموعة المبادئ أو الأصول التي يقوم عليها علم اللغة، ويشترط في ذلك أن تكون هذه الفلسفة مستمدة من اللغة وطبيعتها وإلا فقد علم اللغة استقلاله وموضوعيته، أي لا بد أن تقوم هذه الفلسفة على أسس من فهم ماهية اللغة، فيم تستعمل؟، وكيف تستعمل؟، أي أن هذه الفلسفة ينبغي أن تستقي عناصرها من طبيعة الأدوار التي تقوم بها في الحياة الإنسانية. وتتصل بهذه الفلسفة أيضا عمليات التجريد والتعميم التي يضطر علم اللغة للقيام بها على مستويات التحليل المختلفة، حتى يسلم وصفه وتحليله، وتصح نتائجه، ومن ثم فإن من فلسفة هذا العلم التمييز بدقة بين الدراسة التاريخية للغة والدراسة الوصفية الآنية لها.

وبعد إرساء هذه الأصول حول مفهوم علم اللغة وموضوعه وفلسفته ينتقل إلى التحليل البنيوي للغة، ويعد الدكتور السعران من أوائل علماء اللغة العرب في العصر الحديث الذين استعملوا مصطلح البنية Structuralism وتحليل البنية عنده يبدأ من المستوى الصوتي Phonetics ولكنه يمهد لذلك بلمحة تاريخية عن تطور الدراسات الصوتية عند الهنود واليونان والرومان والعرب حتى يصل إلى التطور الذي أحرزته هذه الدراسات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

ويعرف علم الأصوات بأنه الدراسة العلمية للحدث الكلامي Speech event دون الإشارة إلى معناه، وتقتضي هذه الدراسة العلمية تفتيت الحدث الكلامي وتحليله إلى عناصره المكونة له، وهي عملية تطهر صعوبتها في دراسة أصوات لغة لا نعرفها، ولما كان الصوت اللغوي يصدر عن جهاز النطق الإنساني فهو ذو طبيعة خاصة تجعله يختلف عن أي أصوات أخرى، وبناء على ذلك فإن دراسة الأصوات اللغوية أو الحدث الكلامي تمر بمراحل أساسية هي:


١ أصبحت بعض هذه العلوم الآن بما لها من صلة بعلم اللغة فروعا مستقلة من علم اللغة التطبيقي مثل علم اللغة الاجتماعي Sociolinguistics وعلم اللغة الجغرافي Geolinnguistics وعلم اللغة النفسي Psychoinguistics.

<<  <   >  >>