الدراسات؛ لأن علم اللغة لا يتيسر أن يقوم دون تصور الوحدات اللغوية وما يرتبط بها من معنى.
وهنا يتضح انحيازه الكامل إلى المدرسة الاجتماعية الإنجليزية التي يتزعمها أستاذه "فيرث" فالسياق أو العناصر غير اللغوية عنده كما هي عند أستاذه ذات دخل كبير في تحديد المعنى؛ إذ هي جزء من الموقف الكلامي كما يتمثل في المتكلم والسامع وما بينهما من علاقات، وما يحيط الكلام من ملابسات وظروف. ويدلل على ذلك بنصوص يستقيها من القرآن الكريم والشعر الجاهلي وأمثال العرب والشعر الصوفي والأحاديث اليومية.
ثم يتوقف بعد ذلك أمام تحصيل المعنى وخاصة عند الأطفال الذين يسمعون كلاما متصلا مرتبطا بسياقات مختلفة، وبكثرة التكرار والتقليد وإرشاد من حولهم تأخذ بعض الأصوات في الدلالة على المعنى. وصدد هذا يرى أن التقليد والسماع هما وسيلتا الطفل في تحصيل المعنى الذي يرتبط بالكلمات المفردة عند الطفل دون التراكيب. ولكن النظرية اللغوية المعاصرة ترفض الآن فكرة التقليد لتفسير اكتساب الطفل للغة، ونادت بالقدرة الفطرية lnnate Property التي يولد الطفل مزودا بها والتي تعينه على التحصيل والتحكم في مستويات اللغة المختلفة.
وفي تحليله للمعنى يقف به عند حدود الفرق بين المضمون المنطقي الذي يعادل عنده المعنى المعجمي والمضمون النفسي الذي يختلف من فرد إلى فرد طبقا لثقافته وطبقته الاجتماعية. ويخلص إلى أننا لا نستعمل الكلمات بمعناها المنطقي منفصلا عن مضمونها النفسي، وهي نظرة يجاوزها الآن علم الدلالة التركيبي الذي استقر واتضحت مناهج التحليل الدلالي فيه مع استقرار علم الدلالة التركيبي الذي استقر واتضحت مناهج التحليل الدلالي فيه مع استقرار علم الدلالة التوليدي في الثمانينيات من هذا القرن، أي بعد وفاة الدكتور السعران بعقدين من الزمن.
وتحت عنوان مناهج دراسة المعنى يعرض لتاريخ الدرس الدلالي منذ نشأته على يد "ميشيل بريل" عام ١٨٩٧م حتى ظهور نظرية أستاذه فيرث في الأربعينيات من هذا القرن، ويقسم هذا التاريخ إلى قسمين، الأول خاص بكتابات غير اللغويين والثاني خاص بكتابات علماء اللغة. وتبدأ النظريات اللغوية في دراسة المعنى عنده -كما هي عند كثير من علماء اللغة- منذ "دي سوسير" الذي يشير إلى