للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحنك الصناعي. إذن يجب أن تختار الكلمة بحيث لا يلتقي بالحنك فيها إلا صوت واحد، أو صوتان يلتقي اللسان عند نطقهما بموضعين متباعدين من الحنك.

٥- ومن الوسائل الآلية الهامة التي يصطنعها علم الأصوات اللغوية ما يعرف بـ"الكيموجراف"١ وللكيموجراف صور كثيرة، وأحدث صورة وأدقها تختلف كثيرا عن أول ما عرف منه، ولا يزال العلماء يدخلون عليه تحسينات وتبسيطات حتى يكون أسهل استعمالا وأكثر إنتاجا. وأبسط تعريف به أن نقول: إنه أسطوانة تتحرك بدرجة منتظمة، وهناك سن تدور حول هذه الأسطوانة، فإذا نطق المتكلم من مكان معين تحركت السن حركات معينة تبعا لطبيعة ما ينطق به. وهذه السن تسجل أثر النطق في خطوط بعضها متموج، وبعضها كثير الذبذبات وهكذا. هذه الخطوط تنقل، وتصور، وتحلل من الناحية الصوتية. فالغرض من الكميوجراف إذن أن تعطي آثارا مدونة تمثل حركات أعضاء النطق المختلفة، والمجهود الذي تبذله، والدور الذي تؤديه، وتمثل شيئا من صفات بعض الأصوات. ومن الملاحظ أن ما نسميه بالأصوات المجهورة كالسين تظهر ممثلة في الكميوجراف بصورة ذبذبات سريعة، أما المهموسة كالخاء: فتظهر بصورة خطوط غير شديدة التذبذب.

٦- ومن الأجهزة الحديثة التي يستعين بها علم الأصوات اللغوية "الأوسويلوجراف"٢. والأوسويلوجراف يعطي آثارا كتابية تمثل السلسلة الكلامية التي يراد اختبارها. ومما هو جدير بالذكر، أن الآثار الممثلة لأي سلسلة كلامية تكاد تتكون من عدد كبير من عناصر صغيرة لا يتطابق اثنان منها قط كل التطابق، أي أنها شاهد على أنه من النادر أن نجد "قطعا"٣ من سلسلة كلامية تظل فيها طبيعة الصوت، وشدته ودرجته على شكل واحد مدة واضحة؛ وذلك لأنه من النادر أن نجد نوع الصوت الذي يمثله الأوسويلوجراف بموجات متتالية بشكل واحد. ولذلك فإن نقطة الانفصال بين صوت وبين الذي يليه في السلسلة الكلامية، لا تطابق أي تغير فجائي في نموذج الآثار التي يعطيها الأوسويلوجراف؛ إذ إن هذه النقطة تكون أي نقطة في مرحلة الانتقال بين الصوتين تُختار على أسس لغوية٤.


١ Kymograph.
٢ Oscillograph.
٣ Sections.
٤ Daniel Jones The Phoneme pp ١-٢.

<<  <   >  >>