للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧- ذكرنا أن بعض الأصوات لا يتأتى فحص موضع نطقه بطريقة الأحناك الصناعية. وثمة طريقة أخرى تظهر لنا ما يدور في جهاز النطق الإنساني عند نطق أصوات كالحاء والعين وهما حلقيان. فبالاستعانة بالتصوير بأشعة إكس، نستطيع أن نرى شكل الفراغ الحلقي عند نطق هذين الصوتين وما إليهما. كما أن التصوير بأشعة إكس يستعان به لتصوير مواضع اللسان عند نطق الصوائت الخاصة، ويتأتى ذلك بوضع شريط معدني رقيق على ظاهر اللسان. وأيًّا ما كان فإن هذه الطريقة يعتورها شيء من القصور إذ لا بد أن يصور المتكلم من زاوية خاصة، ولا يميل العلماء إلى تصديق دلالتها إلا إذا أيدتها وسائل أخرى.

٨- وما دمنا بصدد الحديث عن التصوير بأشعة إكس فلننتقل إلى بيان وجه الاستعانة بالتصوير السينمائي الناطق.

عند كلامنا عن الأوسويلوجراف ذكرنا أن تقسيم علماء اللغة للسلسلة الكلامية إلى "عناصر" بقصد الدراسة تقسيم لا يؤيده الواقع الفسيولوجي: فإذا صورنا شخصا ينطق كلمة ما تصويرا سينمائيا ناطقا فإن هذا "المشهد" لا يبدو في "سلبية" أو صورة واحدة بل في عشرات من الصور تصور بالترتيب وبالتفصيل الحركات والأوضاع المختلفة التي تقوم بها أعضاء النطق وغيرها من الأعضاء الإنسانية لنطق هذه الكلمة. هذه الصور تدرس لمعرفة دلالتها الصوتية وسنجد أنه ليس من السهل أن نعثر على "صورة" تمثل أن المتكلم هنا قد فرغ من نطق صوت، وأخذ في نطق الذي يليه، بل سنتبين أن أعضاء النطق تكون أحيانا متهيئة لنطق الصوت التالي قبل أن تفرغ من نطق الصوت السابق.

٩- من البديهي أن تستعين الدراسة الصوتية اللغوية بآلات تسجيل الأصوات حتى يتيسر تسجيل نتائج الدراسة والاحتفاظ بها والاستعانة بها في المقارنة وعند التدريس، كما أنه يستعان بها على تسجيل نماذج من الكلام المختلف في البيئات المختلفة. ولا شك أنه لو حفظت تسجيلات علمية دقيقة للغة من اللغات تمثل أنظمتها الصوتية ونطقها مدى قرنين مثلا لكان من اليسير على علماء المستقبل أن يستنتجوا ما يكون قد أصاب بعض الأصوات، أو بعض الخصائص الصوتية من تطورات.

<<  <   >  >>