أم لفهم يستخرج الدر غوصاً من بحارٍ يخشى بها من العوم
أم لفكر مؤلف في فنون عدة ما به تداوى الكلوم
أم لنظم كأنه جوهر السل؟ ك غلا قدره على من يسوم
تتباهى به الصدور حلياً وتروق العيون منه نجوم
أم لنثر وافى بسحر بيان فهو كالروح والمعاني جسوم
وأظلته للبديع سماء تتلالا في جانبيها العلوم
فاستزادت منه النفوس رشاداً واستزانت منه النهى والحلوم
أمن لخط منمنم فاق حسناً مثل وشيٍ تلوح منه الرقوم
أو كزهر في بهجة ورواء وأريج به تزاج الغموم
والغصون الأقلام، والطرس روض ناضر، والمداد غيث سجوم
تلك ست أعجزن وصفي فإني بسواها مما يجل أقوم
ولم يكن جمعي - عليه الله - هذا التأليف لرفد أستهديه، أو عرض نائل أستجديه، بل لحق ود أؤديه، ودين وعد أقدمه وأبديه، ووقوف عند حد لا يجوز تعديه، وتلبية داع أحييه وأفديه:
إن من يرجو نوالا وندى من بني الدنيا لذو حظ غبين
فلقد كان على غير الهدى من يسومهم برب العالمين
ويرجي منهم الرزق فهل خالق الكل فقير أو ضنين
أنخلي قصد رب مالك ونرى للخلق جهلاً قاصدين
ما لنا من مخلص نأتي به غير جاه المصطفى الهادي الأمين
سيد الخلق العماد المرتجى للملمات شفيع المذنبين
فعليه صلوات تنتحي حضرةً حل بها في كل حين