للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك من شيم المريدين، ويرضى من الدنيا بأدنى يسير، وذلك من إشارة القانعين، وإذا غلب عن مكانه تركه وانصرف إلى غيره، وذلك من علامة المتواضعين، وإذا ضرب وطرد ثم دعي أجاب، وذلك من أخلاق الخاشعين، وإذا حضر شيء من الأكل وقف ينظر من بعيد، وذلك من أخلاق المساكين، وإذا رحل لا يرحل معه بشيء، وذلك من علامة المتجردين، انتهى بمعناه.

وقد نسبه للحسن البصري رحمه الله تعالى ورضي عنه بمنّه.

ومن تصانيفه رحمه الله تعالى كتاب الفتح المنير في بعض ما يحتاج إليه الفقير في غاية الإفادة، ملكته بالمغرب ولم أره بهذه البلاد المشرقية، وحفظت منه فوائد ممتعة.

٣٠٧ - ومن الراحلين من الأندلس إلى المشرق بعد أخذ جميع بلاد الأندلس - أعادها الله تعالى - قاضي الجماعة بغرناطة أبو عبد الله محمد بن علي ابن محمد بن الأزرق (١) ، قال السخاوي: إنّه لازم الأستاذ إبراهيم بن أحمد ابن فتوح مفتي غرناطة في النحو والأصلين والمنطق، بحيث كان جلّ انتفاعه به، وحضر مجالس أبي عبد الله محمد السّرقسطي العالم الزاهد مفتيها أيضاً في الفقه، ومجالس الخطيب أبي الفرج عبد الله بن أحمد البقني، والشهاب قاضي الجماعة بغرناطة أبي العباس أحمد بن أبي يحيى بن شرف التلمساني، انتهى.

وله رحمه الله تعالى تآليف: منها " بدائع السلك في طبائع الملك " (٢) كتاب حسن مفيد في موضوعه، لخص في كلام ابن خلدون في مقدمة تاريخه وغيره مع زوائد كثيرة، ومنها روضة الأعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام


(١) ترجمة ابن الأزرق في أزهار الرياض ٣: ٣١٧ والأنس الجليل ٢: ٥٩١، وكانت وفاته في ذي الحجة من سنة ٨٩٦.
(٢) منه نسختان بخزانة الرباط رقم: D١٣٤٠، D ٥٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>