للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشامي، ونقلها من الحضيض إلى الأعلى، ثمّ أمر بحفر ما بين طنجة وبلاد الأندلس من الأرض، فحفرت حتى ظهرت الجبال السفلية، وبنى عليها رصيفاً بالحجر والجيار بناءً محكماً وجعل طوله اثني عشر ميلاً، وهي المسافة التي كانت بين البحرين، وبنى رصيفاً آخر يقابله من ناحية طنجة، وجعل بين الرصيفين سعة ستة أميالٍ، فلمّا كمل الرصيفان حفر من جهة البحر الأعظم، وأطلق فم الماء بين الرصيفين، فدخل في البحر الشامي، ثم فاض ماؤه فأغرق مدناً كثيرةً، وأهلك أمماً عظيمةً كانت على الشطين، وطفا الماء على الرصيفين إحدى عشرة قامةٍ، فأمّا الرصيف الذي يلي بلاد الأندلس فإنّه يظهر في بعض الأوقات إذا نقص الماء ظهوراً بيّناً مستقيماً على خطٍ واحدٍ، وأهل الجزيرتين يسمونه القنطرة، وأما الرصيف الذي (١) من جهة العدوة فإن الماء حمله في صدره، واحتفر ما خلفه من الأرض اثني عشر ميلاً، وعلى طرفه من جهة المغرب قصر الجواز وسبتة وطنجة، وعلى طرفه من الناحية الأخرى جبل طارق بن زياد وجزيرة طريف وغيرهما والجزيرة الخضراء، وبين سبتة والجزيرة الخضراء عرض البحر. انتهى ملخصاً، وقد تكرّر بعضه مع ما جلبناه، والعذر بيّنٌ لارتباط الكلام بعضه ببعضٍ.

[موقع الأندلس من الأقاليم]

وقال ابن سعيد: ذكر الشريف أن لا حظّ لأرض الأندلس في الإقليم الثالث، قال: ويمر بجزيرة الأندلس من الأقاليم الرابع (٢) على ساحلها الجنوبي وما قاربه من قرطبة وإشبيلية ومرسية وبلنسية، ثم يمر على جزيرة صقلية وعلى ما في سمتها من الجزائر، والشمس مدبّرة له.


(١) الذي: سقطت من ق ط ج.
(٢) ك: الإقليم الرابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>