للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفت بالأندلس كتاب القطني مالك بن علي (١) ، وهو رجل قرشي من بني فهر لقي أصحاب مالك وأصحاب أصحابه، وهو كتاب حسن فيه غرائب ومستحسنات من الرسائل المولدات، ومنها كتاب أبي إسحاق [يحيى بن] (٢) إبراهيم بن مزين في تفسير الموطأ والكتب (٣) المستقصية لمعاني الموطأ وتوصيل مقطوعاته من تآليف ابن مزين أيضاً، وكتابه في رجال الموطأ وما لمالك عن كل واحد منهم من الآثار في موطإه.

وفي تفسير القرآن كتاب أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد فهو الكتاب الذي أقطع قطعاً لا أستثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام تفسير مثله، ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره (٤) .

ومنها في الحديث مصنفه الكبير الذي رتبه (٥) على أسماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فروى فيه عن ألف وثلاثمائة صاحب ونيف، ثم رتب حديث كل صاحب على أسماء الفقه وأبواب الأحكام، فهو مصنف ومسند، وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله، مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث وجودة شيوخه، فإنه روى عن مائتي رجل وأربعة وثمانين رجلاً ليس فيهم عشرة ضعفاء، وسائرهم أعلام مشاهير. ومنها مصنفه في فضل (٦) الصحابة والتابعين ومن دونهم


(١) هو مالك بن علي بم عبد الملك بن قطن (ولذلك يقال له القطني؛ وفي دوزي والأصول القصي) أبو خالد الزاهد، له مختصر في الفقه على مذهب مالك، وتوفي سنة ٢٦٨؛ انظر الجذوة: ٣٢٤ وبغية الملتمس رقم: ١٣٥٠ وابن الفرضي ٢: ٣.
(٢) زيادة لازمة أخلت بها الأصول؛ وقد قال الحميدي (الجذوة: ١٤٨) إن إبراهيم بن مزين تكن له رواية؛ أما ابنه يحيى فهو الذي يقصده ابن حزم هنا؛ توفي سنة ٢٥٩ (انظر الجذوة: ٣٥٠ وبغية الملتمس رقم: ١٤٥٧ وابن الفرضي ٢: ١٧٨) .
(٣) كذا بصيغة الجمع ولعله يعني الأجزاء؛ وذكر ابن الفرضي أن له كتابا استقصى فيه علل الموطإ سماه " المستقصية ".
(٤) انظر الجذوة: ١٦٧ (وهو ينقل كلام ابن حزم) والصلة: ١١٨.
(٥) م: ألفه ورتبه.
(٦) الجذوة: فتاوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>