للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتركني غرامي في اسمك إلى أن أتركه عند أول بيت، فاستحسن ذلك منه، وأحسن إليه.

ومن هذه القصيدة:

قاضٍ موالٍ برّه ونواله ... فله جميع العالمين موالي وكان يهوى وسيماً من متأدبي قرطبة، فصنع فيه شعراً أنشده منه:

وكّلت عيني برعي النّجم في الظلّم ... وعبرني قد غدت ممزوجةً بدم فقال له الغلام: أنت لا تبرح بكوكب من عينك ليلاً ولا نهاراً، وعاشقاً وغير عاشق، فخجل هلال، وكان على عينه نقطة.

٣٩٦ - وحكى ابن حيّان (١) ان الأمير عبد الرحمن عثرت به دابته وهو سائر في بعض أسفاره، وتطأطأت، فكاد يكبو لفيه، ولحقه جزع، وتمثل إثره بقول الشاعر:

وما لا ترى ممّا يقي الله أكثر ... وطلب صدر البيت فعزب عنه، وأمر بالسؤال عنه فلم يوجد من يحفظه إلا الكاتب محمد بن سعيد الزجالي، وكان يلقب بالأصمعي لذكائه وحفظه، فأنشد الأمير:

ترى الشيء ممّا يتّقى فتهابه ... فأعجب الأمير، واستحسن شكله، فقال له: الزم السرادق.

وأعقب ابناً يسمى حامداً.


(١) انظر المغرب ١: ٣٣٠ والمقتبس (تحقيق مكي) : ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>