للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصيب سرّ المرء في رميه ... كأنّما العالم في علمه

أمّا أبو موسى ففي كفّه ... عصا ابنه والسحر في نظمه ٤٦٧ - وفي " المقتبس في تاريخ الأندلس " (١) أن الأمير عبد الرحمن خرج في بعض أسفاره فطرقه خيال جاريته طروب أم ولده عبد الله، وكانت أعظم حظاياه عنه، وأرفعهن لديه، لا يزال كلفاً بها، هائماً بحبها، فانتبه وهو يقول:

شاقك من قرطبة الساري ... في الليل لم يدر به الداري ثم أنبه عبد الله بن الشمر نديمه فاستجازه كمال البيت، فقال:

زار فحيّا في ظلام الدجى ... أحبب به من زائرٍ ساري وصنع الأمير عبد الرحمن المذكور في بعض غزواته قسيماً (٢) ، وهو:

نرى الشيء ممّا يتّقى فنهابه ... ثم أرتج عليه، وكان عبد الله بن الشمر نديمه وشاعره غائباً عن حضرته، فأراد من يجيزه، فأحضر بعض قواده محمد بن سعيد الزجالي، وكان يكتب له، فأنشده القسيم فقال:

وما لا نرى ممّا يقي الله أكثر ... فاستحسنه وأجازه، وحمله استحسانه على أن استوزره.


(١) البدائع ١: ٨٧.
(٢) انظر المقتبس (تحقيق مكي) : ٣٤ ومنه يفهم أن الأمير لم يصنع القسيم وإنما تمثل به ونسي تمامه فأتمه الرجالي من حفظه، وانظر ما سبق ص: ٥٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>