للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفردة (١) : هو حيوانٌ يكون في بحر الروم، ولا يحتاج منه إلاّ إلى خصاه، فيخرج الحيوان من البحر في البر، فيؤخذ وتقطع خصاه، ويطلق، فربّما عرض للقناصين مرّةً أخرى (٢) ، فإذا أحسّ بهم وخشي أن لا يفوتهم استلقى على ظهره وفرج بين فخذيه ليرى موضع خصييه خالياً، فإذا رآه القناصون كذلك تركوه، قال ابن غالب: ويسمى هذا الحيوان أيضاً الجندبادستر (٣) ، والدواء الذي يصنع من خصييه من الأدوية الرفيعة، ومنافعه كثيرة، وخاصيته في العلل الباردة، وهو حارٌ يابس في الدرجة الرابعة.

[فراء القنلية]

والقنلية (٤) حيوان أدق من الأرنب وأطيب في الطعم وأحسن وبراً، وكثيراً ما تلبس فراؤها، ويستعملها أهل الأندلس من المسلمين والنصارى، ولا توجد في برّ البربر إلا ما جلب منها إلى سبتة فنشأ في جوانبها، قال ابن سعيدٍ: وقد جلبت في هذه المدّة إلى تونس حضرة إفريقية.

[سائر حيواناتها وطيورها]

ويكون بالأندلس من الغزال والأيل وحمار الوحش وبقره وغير ذلك ممّا يوجد في غيرها كثير (٥) ، وأما الأسد فلا يوجد فيها البتة، ولا الفيل والزرافة


(١) أبو بكر حامد بن سمجون (- ٣٩٢) طبيب أندلسي، متميز في قوى الأدوية المفردة وكتابه فيها كان مشهوراص بالجودة وقد بالغ فيه وأجهد نفسه في تأليفه، وقد كتبه للمنصور بن أبي عامر. (انظر ابن أبي أصيبعة ٢: ٥١ - ٥٢) .
(٢) ق: ثانية.
(٣) الجندبادستر: حيوان كهيئة الكلب ويسمى القندر، ويسمى السمور أيضاً، وهو على هيئة الثعلب أحمر اللون وذنبه طويل (الدميري ١: ٢٤٣ ونخبة الدهر: ١٤٧) .
(٤) شبيه بالأرنب ويسمى بالإيطالية (Coniglio) . وفي ط: القلنية.
(٥) ك: مما لا يوجد ... كثيراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>