كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس

الباب السابع - تتمة - ج: 4 - ص: 268

يا أيها الظافر نلت المنى ولا أتانا فيك محذور

إن الخلال الزهر قد ضمها ثوب عليك الدهر مزرور

لا زال للمجد الذي شدته ربع بتعميرك معمور

وافاك نظم لي في طيه معنى معمى اللفظ مستور

مرامه يصعب ما لم يبح بالسر قمري وشحرور

وذكر أبياتاً فيها أسماء طيور عمى بها عن بيت طيره فيها، والبيت المطير فيه:

أنت إن تغز ظافر فليطع من ينافر

ففكه المعتمد وجاوبه (١) :

يا خير من يلحظه ناظري ... شهادة ما شأنها (٢) زور ومن إذا خطب دجا ليله لاح به من رأيه نور

جاءتني الطير التي سرها نظم به قلبي مسرور

شعر هو السحر فلا تنكروا أنني به ما عشت مسحور

اللفظ والقرطاس إن شبها قيل هما مسك وكافور

هوى لحسن الطير من فكرتي صقر فولى وهو مقهور

ولاح لي بيت فؤادي له دأباً على ودك مقصور

حظك من شكري يا سيدي ... حظ تمالا منك (٣) موفور فصرت في نظمي فاعذر فمن ضاهاك في التقصير معذور

فأنت إن تنظم وتنثر فقد أعوز منظوم ومنثور

---

(١) انظر ديوان ابن زيدون: ٦١٨.
(٢) الديوان: شابها.
(٣) الديوان: بما بدا لي منك.