تحمل إلى الأستاذ ابن الفراء الخطيب ليختبرها، وكان كفيفاً، فلما وصلته قال: ما اسمك فقالت: غاية المنى، فقال: أجيزي:
سل هوى غاية المنى من كسا جسمي الضنى
فقالت تجيزه:
وأراني متيماً سيقول الهوى أنا
حكى ذلك لابن صمادح، فاشتراها، انتهى.
٦ - ومنهن حمدة، ويقال حمدونة بنت زيادة المؤدب (١) من وادي آش، وهي خنساء المغرب، وشاعرة الأندلس، ذكرها الملاحي وغيره، وممن روى عنها أبو القاسم ابن البراق.
ومن عجيب شعرها قولها:
ولما أبى الواشون إلا فراقنا وما لهم عندي وعندك من ثار
وشنوا على أسماعنا كل غارة وقل حماتي عند ذاك وأنصاري
غزوتهم من مقلتيك وأدمعي ومن نفسي بالسيف والسيل والنار
وبعض يزعم أن هذه الأبيات لمهجة بنت عبد الرزاق الغرناطية، وكونهت لحمدة أشهر، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وخرجت حمدة مرة للوادي مع صبية، فلما نضت عنها ثيابها وعامت قالت:
(١) ترجمة أحمد (أو حمدونة) بنت زياد في التكملة (رقم: ٢١٢٠) والإحاطة ٢: ٤٩٨ وتحفة القادم: ١٦٢، المطرب: ١١ والسيوطي: ٤٨ والذيل والتكملة، وابوها هو زياد بن بقي العوفي، وهي أخت زينب.