للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القاضي ابن خلدون المغربي المالكي رحمه الله في تاريخه الكبير (١) ، عندما أجرى ذكر لسان الدين، ما نصه: أصل هذا الرجل من لوشة، على مرحلة من غرناطة في الشمال من البسيط الذي في ساحتها المسمى بالمرج، وعلى وادي شنحيل - ويقال شنيل - المخترق (٢) في ذلك البسيط من الجنوب إلى الشمال، كان له بها سلك معدود في وزرائها (٣) ، وانتقل أبوه عبد الله إلى غرناطة، واستخدم لملوك بني الأحمر، واستعمل على مخازن الطعام؛ انتهى.

وقال غيره (٤) : إن بيتهم يعرف قديماً ببني الوزير، وحديثاً ببني الخطيب، وسعيد جده الأعلى أول من تلقب بالخطيب، وكان من أهل العلم والدين والخير، وكذلك سعيد جده الأقرب كان على خلال حميدة من خط وتلاوة وفقه وحساب وأدب، خيراً صدراً، توفي عام ثلاثة وثمانين وستمائة، وأبوه عبد الله كان من أهل العلم بالأدب والطب، وقرأ على أبي الحسن البلوطي وأبي جعفر ابن الزبير وغيرهما وأجازه طائفة من أهل المشرق، وتوفي بطريف عام أحد وأربعين وسبعمائة شهيداً يوم الاثنين السابع من جمادى الأولى من العام المذكور مفقوداً ثابت الجأش (٥) ، شكر الله فعله.

قلت: وما ذكره هؤلاء أكثره مأخوذ من كلامه عند تعريفه رحمه الله بنفسه آخر الإحاطة، ولنذكر ملخصه إذ صاحب البيت أدرى بالذي فيه، مع ما فيه من الزيادة على ما سبق، وهي تتم للطالب أمله وتوفيه.

قال رحمه الله (٦) : يقول مؤلف هذا الديوان تغمد الله خطله في ساعات (٧)


(١) تاريخ ابن خلدون ٧: ٣٣٢.
(٢) ابن خلدون: المنحرف.
(٣) ابن خلدون: كان له بها سلف معدودون في وزارتها.
(٤) انظر أزهار الرياض ١: ١٨٦.
(٥) ق: معقود الجأش.
(٦) الإحاطة: الورقة ٣٩٨.
(٧) الإحاطة: ساعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>