للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاء أجلى من بقي إلى البلاد، وبعضهم إلى جزيرة إقريطش ببحر الإسكندرية، وفي قصتهم طول، وليس هذا محلها.

[والد لسان الدين]

وقال لسان الدين رحمه الله أيضاً في حق والده ما حاصله (١) : عبد الله بن سعيد ابن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن علي السلماني أبو محمد، غرناطي الولادة والاستيطان، لوشي الأصل، طليطليه قرطبيه.

وقال في الإكليل: إن طال الكلام، وجمحت الأقلام، كنت كما قيل: مادح نفسه يقرئك السلام، وإن أجحمت، فما سديت في الثناء ولا ألحمت، وأضعت الحقوق، وخفت ومعاذ الله العقوق، وهذا ولو أني زجرت طير البيان من أوكاره، وجئت بعون الإحسان وأبكاره، لما قضيت حقه بعد، ولا قلت إلا بالتي علمت سعد (٢) ، فقد كان رحمه الله ذمر عزم، ورجل رخاء وأزم، تروق أنوار خلاله الباهرة، وتضيء مجالس الملوك من صورتيه الباطنة والظاهرة، ذكاء يتوقد، وطلاقة يحسد نورها الفرقد، وكانت له في الأدب فريضة، وفي النادرة العذبة منادح (٣) عريضة، تكلمت يوماً بين يديه في مسائل من الطب وأنشدته أبياتاً من شعري ورقاعاً من إنشائي فتهلل، وما برح أن ارتجل (٤) :

الطب والشعر والكتابه ... سماتنا في بني النجابه

هن ثلاث مبلغات ... مراتباً بعضها الحجابه


(١) ترجمة والده في الإحاطة: الورقة ٢٠٠.
(٢) عجز بيت للحطيئة، وصدره:
وتعذلني افناء سعد عليهم ... (٣) في ص ق: منادم، والتصويب عن الإحاطة.
(٤) وردت هذه المقطعات في الإحاطة: الورقة ٢٠٣ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>