للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا لا تلم عيني لسكب دموعها ... فما سكبت إلا على الماجد الحر ومنها:

أإخواننا جدوا فكم (١) جد غيركم ... وسيروا على خف من الحوب والوزر

على سفر انتم لدار تأخرت ... وما الفوز في الأخرى سوى خفة الظهر

وما العيش إلا يقظة مثل نومة ... وما العمر إلا كالخيال الذي يسري

على الحق أنتم قادمون فشمروا ... فليس لمخذول هنالك من عذر وهي طويلة، تجاوز الله عنا وعنهم أجمعين؛ انتهى ما لخصته من كلام لسان الدين رحمه الله.

[ترجمة أبي بكر بن عاصم]

قلت: على منوال كلامه في تحلية أبيه النبيه نسج الوزير الكاتب الشهير القاضي أبو يحيى ابن عاصم القيسي الأندلسي رحمه الله في وصف أبيه القاضي أبي بكر ابن عاصم (٢) صاحب التحفة في علم القضاء، وهو محمد بن محمد بن محمد بن عاصم الأندلسي الغرناطي، قاضي الجماعة، الرئيس أبو بكر، ونص المحتاج إليه في هذا المحل من كلام ولده قوله رحمه الله: إن بسطت القول، أو عددت الطول، وأحكمت الأوصاف، وتوخيت الإنصاف، أنفدت الطروس، وكنت كما يقول الناس في المثل من مدح العروس، وإن أضربت عن ذلك صفحاً فلبئسما صنعت، ولشر ما أمسكت المعروف ومنعت، ولكم من حقوق الأبوة


(١) ص ق: جدواكم.
(٢) كان من أكابر فقهاء غرناطة؛ تولى قضاءها سنة ٨٨٨؛ وله مؤلفات عديدة، منها شرحه على تحفة والده في الأحكام، وكتابه جنة الرضى، وكتاب الروض الأريض (انظر ترجمته في أزهار الرياض ١: ١٤٥) وسيورد المقري نقولا كثيرة عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>