والنهر من طرب يصفق موجه ... والغصن يرقص والحمامة تسجع
فانعم أبا عمران واله بروضة ... حسن المصيف بها وطاب المربع
يا شادن البان الذي دون النقا ... حيث التقى وادي الحمى والأجرع
الشمس يغرب نورها ولربما ... كسفت ونورك كل حين يسطع
إن غاب نور الشمس لسنا نتقي ... بسناك ليل تفرق يتطلع
أفلت فناب سناك عن إشراقها ... وجلا من الظلماء ما يتوقع
فأمنت يا موسى الغروب ولم أقل ... " فوددت يا موسى لو أنك يوشع " (١) وقال:
ألا بشروا بالصبح من كان باكياً ... أضر به الليل الطويل مع البكا
ففي الصبح للصب المتيم راحة ... إذا الليل أجرى دمعه وإذا شكا
ولا عجب أن يمسك الصبح عبرتي ... فلم يزل الكافور للدم ممسكاً ومن بديع مقطوعاته قوله:
مثل الرزق الذي تطلبه ... مثل الظل الذي يمشي معك
أنت لا تدركه متبعاً ... فإذا وليت عنه تبعك وقال:
دخلتم فأفسدتم قلوباً بملكها ... فأنتم على ما جاء في سورة النمل (٢)
وبالجود والإحسان لم تتخلقوا ... فأنتم على ما جاء في سورة النحل (٣)
(١) من قول الرصافي البلنسي؛ وسيورده المقري:
سقطت ولم تملك يمينك ردها ... فودتت يا موسى لو أنك يوشع (٢) إشارة إلى الآية الكريمة " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ".
(٣) إشارة إلى الآية الكريمة " أينما يوجهه لا يأت بخير ".